عادت محافظة حفرالباطن الواقعة على خط طول «58 ̊- 45 ̊)» شرقاً، وخط عرض «25 ̊- 28 ̊» شمالاً، والتي ترتفع عن سطح البحر بحوالى 210 أمتار، خلال الأيام الماضية إلى زمن الشراشف المبللة بالمياه الباردة للهروب من حرارة الصيف نهاراً، والشموع والسروج لتبديد الظلام الدامس ليلاً، وذلك بعد الأزمة التي عاشتها على مدى خمسة أيام مضت جراء انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من أحياء المحافظة التي يقطنها أكثر من 700 ألف نسمة، ولم يجد الأهالي وسيلة لمواجهة درجات الحرارة العالية إلا التجمع بأعداد كبيرة صباح أمس أمام مقر شركة الكهرباء والالتقاء بمديرها المهندس محمد نزال الرويلي الذي التقى بهم وبيّن لهم الأسباب الحقيقية وراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي عنهم، وأكد للمواطنين أن كل مواطن متضرر له الحق في طلب تعويض عن الأضرار التي لحقت به. إلى ذلك أخلت مصادر رفيعة المستوى في شركة الكهرباء بحفرالباطن، مسؤوليتها من الأزمة التي فجرها انقطاع التيار خلال الأيام الماضية، وقالت هذه المصادر ل«الشرق» إنه سبق للمسؤولين في شركة الكهرباء بحفرالباطن أن أخلوا مسؤوليتهم بصفة رسمية أمام مسؤولي الشركة في القطاع الشرقي قبل أشهر من الآن بعد ظهور بوادر لانفجار هذه الأزمة. وأكدت المصادر أن مسؤولي الشركة في حفرالباطن لاحظوا الإقبال الكبير على الاشتراك، إذ بلغ معدل الاشتراك الشهري أكثر من 700 مستفيد، الأمر الذي دعاهم لطلب الدعم من القطاع الشرقي. وحول الأسباب الحقيقية وراء الانقطاع قالت المصادر إن احتراق محول كهرباء في حي الباطن تطلب تحويل الأحمال على مغذيات أخرى الأمر الذي أحدث زيادة في الأحمال على هذه المغذيات وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن معظم أحياء المحافظة. إلى ذلك، أرجع الناطق الإعلامي للشركة السعودية للكهرباء عبدالسلام اليمني في تصريح ل»الشرق»، أزمة كهرباء حفرالباطن إلى زيادة الأحمال الناتجة عن ارتفاع الطلب نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مؤكداً أن الأزمة تحتاج إلى حل جذري وهذا لن يكون إلاّ في شهر مارس من العام الميلادي المقبل 2013م. وقال إن هناك عملا قائما الآن لمواجهة المشكلة ومعالجتها ولكن الحل الجذري لن يكون إلاّ في العام المقبل عندما يتم ربط حفرالباطن بالشبكة العامة، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي البراك، حيث إن مشروع الربط سيسهم في تأمين الطاقة الكهربائية لحفرالباطن والقيصومة والمناطق المجاورة لها.