شخصياً، لم أستبعد، من قبل توضيح أمين الرياض، أن تكون قصة «الحارس والمظلة» جاءت كمصادفة بريئة وليست من تدبير أو بقناعة الأمين. فحماس بعض الموظفين لخدمة «كبار المسؤولين»، من باب التقدير أو الانبهار، واردة جداً. والأهم أننا اليوم في زمن ترصد فيه «الكاميرا» كل حركة وموقف. فمن منا اليوم يمشي وليس في جيبه هاتف بكاميرا؟ صار أكثرنا صحفياً ومراسلاً ومصوراً وفضولياً بفضل التقنية. ولأن بيننا من يظن أن المسؤول -كل مسؤول- حق مباح للنقد والتطاول وربما الشتيمة فلا رادع -إلا ما ندر- لاختلاق الحكايات وصناعة الأكاذيب. لست هنا مدافعاً عن أمين الرياض. هو وفريقه الإعلامي أقدر على شرح ملابسات قصة «المظلة». لكنني هنا أتساءل: كيف نصدق أية صورة أو جملة كتبت في مواقع التواصل الاجتماعي من دون فرز أو تساؤل أو سماع لوجهة النظر الأخرى؟ في غياب ثقافة النقد و أخلاقياته وشروطه ومعاييره، لا نستغرب أن يخلط البعض بين النقد والشتيمة وبين النقد البناء والترصد واستغلال الفرص للتشكيك في المسؤول- أو أي رمز من رموز المجتمع -إما لتصفية حسابات أو فقط لتلذذ باختلاق «الفضيحة»! ومثلما للكلمة أكثر من معنى فإن للصورة أكثر من معنى. فلو التقطت صورة لمسؤول يعبر الشارع، في إجازته في لندن مثلاً، وخلفه أو إلى جواره إمرأة إنجليزية، هل نصرخ بالنتيجة الكاذبة: انظروا.. صدناه متلبساً؟ أم أننا مجتمعات تحب «الفضيحة» وتجيد صناعتها؟ أم نسينا أن ثقافتنا تحث على الستر و الحذر من ظلم الآخرين بالشائعات والحكايات الكاذبة؟ أنا بكل تأكيد مع نقد أي مسؤول وفق معايير النقد المهنية والمسؤولة. فإن كان أمين مدينة الرياض قد قبل –أو طلب- أن توفر له مظلة يلاحقه بها الحارس فللناس أن تنتقده. أما إن كان الرجل قد ظلم في هذه الصورة وما رافقها من تعليقات في كثيرها ظلم وتطاول فله واجب الاعتذار. بقي أن أقسم لكم في شهر رمضان الكريم أنني لا أعرف الأمين شخصياً وليس لي أية «معاملة» في الأمانة ولله الحمد والمنة! هل لا بد من هذه القفلة؟