ظهرت براءة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بعدما اشتد الخناق والاحتقان بينها وبين المجتمع بعد حادثة بلجرشي.. ونستطيع أن نقرأ أسباب تفاقم إشكالية الهيئة بعد هذا الحادث بالنظر في ثلاثة محاور رئيسية: – ثقة الشعب المهزوزة والنظرة السلبية تجاه أعضاء الهيئة مما أدى إلى تخبط في الأداء من قبل بعض منسوبي الهيئة. – الصراع الأزلي بين صلاحية رجل الهيئة المقيدة من الدولة وبين تخاذل أفراد المجتمع حيث يسعى بعض منسوبي الهيئة إلى إثبات قوتهم وقيمة صوتهم، ويسعى الفرد إلى تهميش هذا الصوت وتجاهله وعدم الاعتبار له.. خصوصا بعد ضعف نشاط الهيئة في الدولة منذ سبع سنوات تقريبا. – سوء تصرف بعض منسوبي الهيئة، وما يسببه من إساءة إلى الهيئة ككل. ربما – والله أعلم – أن سلوكيات أفراد المجتمع الساخرة والمشينة مع رجل الهيئة جعل من بعض منسوبي الهيئة رجالا غلاظًا.. وإن كان ذلك ليس مبرراً فإنه قاد البعض إلى إحداث هالة من التشويه بكل ما يتعلق بالهيئة من «الجمس إلى المشلح القصير والحرّاس».. وضعف الاعتراف بها كمؤسسة في المجتمع لها الحق في إقامة فريضة الاحتساب وقادهم إلى نوع من النفور والفوبيا. عموما في بعض القضايا لدينا ومع جُل احترامي وانتمائي لا يمكنني معرفة الحقائق والحقيقة كما هي بوضوح، ولا يمكنك إطلاق الحكم إلا حينما تكون شاهد عيان، غير ذلك «وطد علاقتك مع الحدس».. فأحياناً تجد تضارباً في القرارات تجعل القضية محل شك ويصعب التيقن مما سيحدث حتى تُثبت الحقيقة. الزبدة: لابد من تحقيق الانسجام بين جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجتمع.