صفعات وإهانات تتلقاها إيران من جنوب القارة الأمريكية حتى شمالها.. فبعد طرد الدبلوماسي الإيراني من البرازيل بسبب «فضيحة أخلاقية» تلتها «فضيحة رفض البرازيل الاستقبال الرسمي لنجاد»، هذه المرّة يأتي التوبيخ من كندا بوصفها النظام الإيراني ب«القمعي»، وشدّد وزير خارجيتها «جان بيرد» على أن «بلاده لن تسمح لحكومة طهران بتهديد حقوق وحريّات المواطنين الكنديين من أصول إيرانية». وطلبت السلطات الكندية رسمياً من جميع أعضاء السفارة الإيرانية بأوتاوا، «الامتناع عن استغلال المهاجرين الإيرانيين في كندا لحماية المصالح الإيرانية»، وبمعنى أدق، كف الحكومة الإيرانية السعي لتحويلهم إلى مرتزقة. ويعد استخدام المرتزقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والاستخفاف بالأنظمة من أبرز أسباب الإرهاب وفقاً لتعريف اللجنة الخاصة بالإرهاب والمكلّفة من قبل الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. ويعود رفض كندا لطلب إيران بفتح «قنصلية» و«مراكز ثقافية» في مدنها، لتأكدها من سوء النوايا الإيرانية وتدخلها في شأنها الداخلي ونشرها المرتزقة. وجاءت ردّة الفعل الكندية على إثر دعوة «حميد محمّدي» القنصل والمبعوث الثقافي الإيراني بأوتاوا للمواطنين الكنديين ذوي الأصول الإيرانية «لاحتلال المناصب الحكومية النافذة خدمة لمصالح إيران، ومقاومة الانصهار في بوتقة الثقافة الكندية»، الأمر الذي أثار استياء الكنديين حكومة وشعباً. وجاء عذر وزير الخارجية الإيراني «علي أكبر صالحي» أقبح من فعل القنصل «محمّدي»، فقال الأول: «لا تتطابق مقاصد الزميل محمدي مع أقواله»!، دون أن يعرب الوزير عن مقاصد «محمّدي» ونواياه. وأكد «صالحي» أن «الإيرانيين وبثقافتهم العريقة كانوا على الدوام صانعي الحضارة في جميع أنحاء العالم»!. وإذا كان «صالحي» مقتنعاً بما يقول، فلماذا تبدي السفارة الإيرانية في كندا خشيتها من «تخلي الإيرانيين عن ثقافتهم وانصهارهم في الثقافة الكندية»؟