مشعل بن خالد بن فهد آل سعود – الرئيس العام لشركة الرياض العالمية للأغذية لقد كان رحيل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بمثابة الفاجعة العظمى والمصاب الجلل الذي آلم قلوبنا جميعاً من مواطنين ومقيمين، لما تركه سموه من بصمات جليلة ومنجزات لا تُنسى في بناء هذا الوطن الغالي وتعزيز أمنه واستقراره والسهر على راحة مواطنيه، وقدّم كثيراً لهذا الوطن، حيث كان رجل دولة أفنى عمره في خدمة هذا الوطن وشعبه الكريم من خلال مختلف المناصب التي شغلها، وأدعو الله أن يشمله بواسع رحمته ورضوانه وأن يُسكنه جنان الرحمن، وأن يجعل جميع أعماله في ميزان حسناته. ومما يخفف ألمنا أننا اليوم نهنئ أنفسنا بتعيين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ليكون عضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، رجل المبادرات الإنسانية وصانع مسيرة التغيير والإصلاح ومعزز دور الحراك الثقافي المجتمعي في الوحدة الوطنية، وبناء مقومات التنمية المستدامة الاقتصادية. سيدي الأمير سلمان هو سلمان الوفاء والعطاء والمحبة والإنسانية، وهو خير خلف لخير سلف، فنحمد الله بأننا في وطن الإسلام والأمن والرخاء والعطاء والتنمية. ومن نعم الله علينا أنه عندما يقدر الله ويرحل سلفٌ صالح يأتي خلفٌ صالح يضيف ويكمل ما بدأه من عطاء للدين ثم الوطن، عملوا ويعملون جميعاً من أجل راحتنا ورفاهيتنا وتوفير جميع سبل الأمن والاستقرار والازدهار، وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعا- وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله. ولا ننسى ولن ينسى التاريخ ما قدمه الأميران سلطان ونايف -رحمهما الله- من عطاء لنا ولوطنا، حيث سخّروا حياتهما وقدّموا الغالي والنفيس، والمسيرة ستستمر وقافلة النجاح والعطاء والبناء ستتواصل بمشيئة الله. ونحن نجدد العهد لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بأن نكون مخلصين في خدمة الدين ثم المليك والوطن، ونحن نلمس كشعب هذه النعم والعطايا التي يقدمها لنا هذا الوطن في المجالات كافة، وكرجل أعمال أتحدث من منطلق ما ألمسه من حث ودعم وتوجيه من قِبل قياداتنا وحكومتنا الرشيدة من أجل المشاركة في دعم وتنمية هذا الوطن وتلبية احتياجات أبناء شعبنا الكريم في شتى المجالات. وندرك جميعاً كشعب ينتمي لهذا الوطن المجيد أنه واجب علينا جميعاً، كلٍّ في مجاله، العمل الدؤوب من أجل خدمة هذا الوطن وجعله في القمة دائماً وفي مصاف دول العالم المتقدمة، لأن الشعوب دوماً هم من ينهضون بأوطانهم، والشعب السعودي الوفي هو بلاشك أهلاً لذلك. ومن منطلق عملنا ومنذ ما يقارب العشرين عاماً نلمس هذا العطاء ونجد دائماً من يحثّنا على بذل مزيد من الجهد لنكون شركاء في التنمية، وذلك من منطلق وازعنا الوطني وتلبية لرغبة قيادتنا الرشيدة في أن يكون القطاع الخاص شريكاً في التنمية. ونحن نؤكد حرصنا والتزامنا بذلك من خلال الإسهام في توظيف الشباب السعودي وتدريبهم من أجل تعزيز قدراتهم الإنتاجية، والعمل على حماية مكتسبات الوطن ومعطياته، إلى جانب تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية ومشاركة المجتمع في جميع احتياجاته، وذلك من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للفئات المحتاجة. وأيضاً الحرص على دعم اقتصادنا المحلي من خلال تطوير وتأهيل مقاولين ومنتجين وموردين وغيرهم من الشركات الوطنية المشرفة. والجميع في القطاع الخاص يجب أن يكونوا حاضرين من أجل تقديم ما بوسعهم لهذا الوطن الغالي الذي لا نستطيع أن نوفّيه حقه. وعندما أتحدث عن المسؤولية الاجتماعية لا يفوتني الحديث عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز صاحب الأيادي البيضاء، الذي دائماً ما يكون راعياً وحاضراً في مختلف المناسبات الاجتماعية والإنسانية ويقدم الدعم المادي والمعنوي السخيّ والمميز منذ سنوات طويلة على المستوى العالمي والمحلي. وقد تشرفت بحضور كثير من المناشط والمناسبات الاجتماعية، وتحديداً تلك الخاصة بالجمعيات الخيرية وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، التي تُوّجت بحضور سموه الكريم، حيث شاهدت عن قرب الوجه الإنساني الرحيم لسموه. والقريب من سموه يدرك أنه رجل يتمتع بشخصية القائد المحنك والحازم من جانب، وذو القلب الرحيم والضمير الإنساني الساعي دائماً للأجر والخير من جانب آخر. والأمير سلمان سيدفع ودون أدنى شك مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لوطنا الغالي، فهو يملك سجلاً حافلاً وخبرة متراكمة، ومتمرسٌ في العمل السياسي والوطني، إلى جانب ثقافته الواسعة، وقبل ذلك تمسكه بآداب دينه والحفاظ عليه، إضافة إلى حكمته في التعامل والحزم في مواجهة الأمور والسماحة في التعامل مع الجميع. وأسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يمده بعونه وتوفيقه، وأن يسدد خطاه وخطى سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وجميع أفراد قياداتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة لمواصلة مسيرة البناء والازدهار والرخاء في هذا البلد المعطاء، والمضيّ به قُدماً نحو مشارف التطور والرقيّ في مختلف المجالات. حفظ الله مملكتنا الغالية وولاة أمورنا والشعب السعودي الكريم.