القطيف – ياسر السهوان الناصر: نعاني من عدم تعاون معظم الاتحادات الرياضية ساهمت المنشأة الرياضية النموذجية التي يمتلكها نادي الصفا بصفوى في تواصل الإنجازات الرياضية المختلفة للألعاب الفردية والجماعية لهذا النادي الذي تأسس عام 1368ه، وحقق عديدا من الإنجازات الرياضية المحلية، كما ساهم في تحقيق إنجازات دولية عربية وخليجية وعالمية، وخاصة في لعبة السباحة خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وظل محافظا عليها حتى اليوم، وفي هذا الموسم حقق مراكز متقدمة لجميع الفئات أبرزها المركز الأول لمرحلة الناشئين لفئة 13-14 سنة، ويلعب الفريق الأول لكرة القدم في دوري الدرجة الثانية بعد صعوده في الموسم الماضي، فيما تلعب فرق اليد بجميع فئاتها في الدوري الممتاز. رقم قياسي وفي ألعاب القوى تمكن فريق الناشئين من تحقيق المركز الثاني في منافسات بطولة المملكة قبل شهرين تقريبا، وحطم لاعبه ذو ال14 عاما حسين عاصم آل حزام الرقم القياسي على مستوى المملكة لفئة الكبار والصغار في لعبة القفز بالزانة، بعد أن قفز لمسافة 4.83 م، وصعد فريق كرة السلة لفئة الشباب إلى مصاف أندية الدوري الممتاز، إضافة إلى تميز لعبة كمال الأجسام ومشاركة بعض لاعبيها مع المنتخب السعودي في عديد من المحافل الدولية. لكن النادي عانى مؤخراً من بعض الإخفاقات، حيث هبط الفريق الأول لكرة السلة من الدوري الممتاز مؤخراً بعد موسمين، إضافة إلى فريق كرة الطائرة الهابط حديثا إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن ظل سنوات طويلة يلعب ضمن فرق المقدمة في الدوري الممتاز، كما حقق بطولة الأندية العربية للعبة عام 2006م. إنجازات رياضية وساهم الصفا في تزويد منتخبات الوطن بعديد من الرياضيين الذين حققوا إنجازات عبر تاريخه الممتد لأكثر من ستين عاما، ويأتي في مقدمتهم السباح العالمي علوي مكي آل إبراهيم الذي كان أول سباح عربي يعبر بحر المانش «القنال الإنجليزي» بين سواحل فرنسا والمملكة المتحدة عام 1395ه، إضافة إلى لاعب ألعاب القوى الدولي محمد الخويلدي الذي حقق ميداليات عالمية وعربية في الوثب الطويل، ولاعب العشاري عاصم آل حزام ونجله الناشئ حسين، وفي كرة اليد برز الحارس هاشم الشرفاء وعلي آل داوود، وفي كرة السلة الشقيقان حسين وعلي الأحمد، وفي كرة الطائرة سلمان الحكيم وعلي الأحمد، إضافة إلى عديد من الأسماء المميزة. أفضل المواصفات ويملك الصفا منشأة رياضية افتتحت عام 1404 وتعتبر الأفضل على مستوى أندية محافظة القطيف إلى جانب منشأة نادي الخليج بسيهات، وتحوي ملعبا رياضياً لكرة القدم بأفضل المواصفات والمقاييس، إضافة إلى صالة رياضية مغطاة للألعاب المختلفة، ومسبح خارجي، ومبنى متكامل للإدارة، ومسرح لممارسة الأنشطة الثقافية والمسرحية، إضافة إلى الملاعب الخارجية المكشوفة للعبة التنس والسلة وكرة الطائرة. معاناة وعوائق ويؤكد رئيس النادي المهندس سمير الناصر «أن ناديه استثمر المنشأة بشكل جيد منذ امتلاكه لها، وأنه تخلص من عائق كبير، لكنه اصطدم بعوائق أخرى لا تقل أهمية وهي التي لعبت دورا كبيرا في إيقاف مسيرة بعض الألعاب»، وقال: «نعاني كثيراً من عدم تعاون معظم الاتحادات الرياضية معنا، فعديد من الألعاب تلعب لقاءاتها خارج المنطقة، وهي لقاءات تلعب بشكل أسبوعي طوال الموسم الرياضي، مما يكلفنا كثيرا من الخسائر المادية، في ظل عدم توفر ميزانيات للأندية منذ عام 1419ه، والاكتفاء فقط بالإعاشة السنوية التي لا تكفي لتسيير أمور النادي»، مشيرا إلى «أن ارتفاع أسعار السكن والأغذية والمواصلات يؤثر سلبا على النادي من الناحية المادية، وهو ماينعكس على الألعاب المختلفة، خاصة وأن نادي الصفا يملك قرابة 600 لاعب مسجل في إحدى عشرة لعبة مختلفة، والغالبية منهم لديهم منافسات في مختلف مناطق المملكة». مشاكل مادية واعتبر الناصر اعتذار بيوت الشباب في المملكة عن توفير الحجوزات أحد العوائق التي تتسبب في حدوث مشاكل مادية، إضافة إلى عدم توفر حجوزات الطيران في بعض المناطق، مما يضطر بعثة النادي إلى المكوث في المنطقة التي ستقام عليها المباراة أكثر من أربعة أيام في بعض الأحيان، وبعض اللاعبين إلى عدم السفر مع الفريق لظروفهم العملية والدراسية. وأشار الناصر إلى أن بعض الشركات الكبرى والمؤسسات بدأت ترفض العمل بالقرار الوزاري الذي يسمح للاعب بالخروج بإجازة رسمية في أيام المباريات، باستثناء المشاركات الوطنية، وقال « أعتقد أن خطاب الأذونات الجديد الذي صدر في الموسم الماضي، هو من أعطى هذه الشركات والمؤسسات الصلاحية للرفض أو القبول، وهذا الأمر ساهم أيضا في انقطاع البعض من الرياضيين وغيابهم عن المنافسات التي تقام خارج المنطقة، وأثر على مستوى البعض الآخر منهم». تدريب وتاهيل ولا تقف أنشطة نادي الصفا على الجانب الرياضي فقط، بل تمتد إلى الاهتمام بالجانبين الثقافي والاجتماعي بحسب الناصر، الذي واصل حديثه قائلا: «لدينا نشاط ثقافي يسمى «واكب» وهو يعنى بتدريب جميع طلبة المرحلة الثانوية والجامعية على مهارات الحياة النظرية والتطبيقية، ويقيم دورات طوال العام، إضافة إلى أن النادي يقيم دورات في التصوير الضوئي معتمدة دولياً، بإشراف مدربين دوليين يتم استضافتهم، ويقيم النادي سنويا ما يقارب ستة معارض للتصوير»، وأضاف «أما الجانب الاجتماعي فإن الصفا يعتبر أحد أفضل الأندية تفعيلا لهذا الدور من خلال اهتمامه بأبنائه اللاعبين وأعضاء الشرف وذويهم ومساعدتهم في الزواج من خلال تأجير صالة النادي لهم بأسعار رمزية بسيطة، إضافة إلى أن النادي لديه فرقة كشفية تشارك في أنشطة مختلفة على مستوى المملكة، ولديها كفاءات كشفية على مستوى عال، أبرزها الكشاف محمد علي الخلف الذي حاز على المركز الأول في الكشافة في الموسم الماضي. ظلم إعلامي من جهته يرى الأمين العام بالنادي خضر العباس «أن النادي لم ينصف من الناحية الإعلامية في الألعاب الفردية التي تحقق إنجازات دائمة مثل السباحة والتنس وكمال الأجسام، وقال: «إن لعبتي كرة القدم واليد هما اللعبتين الوحيدتين اللتين أخذتا حجما إعلاميا، لأنهما من الألعاب الشعبية، خاصة بعد صعودهما في الموسم الماضي»، وطالب العباس الإعلام بتناول قضايا إخفاق الألعاب المختلفة أسوة بتناوله للإنجازات، وتابع «نحتاج إلى من يناقش همومنا ويضعنا دائما تحت المجهر، سنكون في النادي سعداء عندما يتم التطرق إلى مناقشة أسباب هبوط فريق الكرة الطائرة التي ظلت تنافس فرق المقدمة في الدوري الممتاز، أو كرة السلة، وأن نكون في مواجهة دائما مع الناس لأننا في المقام الأول والأخير تحت خدمتهم»، مشيرا إلى «أن هناك مسؤوليات مشتركة بين الإداريين واللاعبين، وتحتاج إلى إيضاحها إلى عامة الناس من خلال الإعلام». لوحة النادي مسبح نادي الصفا (تصوير : بشير آل سعيد) لاعب الوثب الطويل الدولي محمد الخويلدي