اتسمت شخصية دكتور عبدالله العثمان بأنه شخصيّة تنفيذية، تؤمن بصدق العمل وإتقانه في أعين منسوبي الطفلة الحزينة (جامعة الملك سعود)، ومن رآها الآن يعلم أنه اجتهد كثيرا حتى تبدو حين تحزن أجمل وأجمل! وعلى تويتر عقب صدور أمر إعفاءه أجمع الكل هناك أنه رجل استطاع أن يشكل نقلة نوعية في مسيرة الجامعة ليست التعليمية فقط بل حتى تفعيل الطرق التفاعلية للتواصل والإبداع، فكان أبا مشاركا لطلابه وداعما لهم ومحققا لمطالبهم. إن من عاصر الجامعة قبل د. العثمان ثمّ زارها في عهده الآن يجزم أنه رجل عملي، فقد أخذها بين يديه هيكلا يفتقد الكثير، وتركها صرحا يشيد به الجميع، فاحتوى في عهده أوقاف الجامعة، واستفاد منسوبوها من الدورات التطويرية التي توفر لهم بأسعار رمزية جدا مقابل أسعارها خارج أسوار الجامعة، وشهدت أرضها أهم المؤتمرات والندوات التي انتفع بها من شهدها، وفي صفاته الشخصية فقد كان مرناً يجتمع مع طلابه وطالباته ويستمع لهم ويحاكيهم، يخبرهم أن النجاح مطلبه الصبر وأنهم هم أهله إذ عملوا لأجله. مثل هذا الرجل لا نحب أن نفتقده، فنحن نحب دائما من يعزز إيجابياتنا ويتحسس طموحاتنا ويفاجئنا بها، نحب أن نعمل مع شخص ناجح نقتدي به ونغار من نجاحاته فنحاول أن نجتهد أكثر فأكثر، نرضى به أن يفني عمره كله مسؤولا علينا ويصنع منا أفرادا لا يرضون بما دون المعالي. مثلما لا نرضى عمن يكون مسؤولاً لكنه لا يصنع شيئا يذكر له. والحمد لله أن خليفة العثمان رجل عاصر سلفه، وشهد رؤيته وتطلعاته، ننتظر منه كما قال تعزيز نهج سابقه وتحقيق ما لم يسمح له الوقت بتحقيقه. ما نتمناه الآن، هو أن يكون دكتور العثمان أحد قادة حركة التطوير الفعلي ضمن قطاع التعليم في المملكة، وحتى يحدث هذا نحن ممتنون لك بقدر ما قدمت.