* الكتاب: مطاردة خالد شيخ محمد The Hunt For KSM * الكاتب: تيري ماكديرموت و جوش ماير Terry McDermott and Josh Meyer * الناشر: ليتل براون اند كومباني، 2012 بعد أكثر من عقد على أحداث ال11من سبتمبر الإرهابية، يمكن القول إن الحرب على الإرهاب كانت ناجحة بشكل مميز وحققت فشلا ذريعا في آن معا بالنسبة للولايات المتحدة. فمن ناحية، منذ ال11 من سبتمبر 2001 لم تتمكن المنظمات الإرهابية من قتل سوى عدد ضئيل من الأمريكيين على الأراضي الأمريكية، جميعهم تقريبا من العسكريين. القاعدة في تراجع مستمر، وقد استطاعت الاستخبارات الأمريكية من قتل عدد من قيادات التنظيم من خلال عمليات نوعية أو ضربات بطائرات دون طيار. ومن ناحية ثانية، أظهرت الوكالات الاستخباراتية المتعددة في أمريكا فشلا مدهشا في العمل المشترك. الجيش الأمريكي غزا العراق وتم إنفاق مليارات الدولارات على حملة عسكرية طويلة أودت بحياة آلاف الأمريكيين وأدت إلى توحيد أعداء أمريكا المتمثلين في المقاومة العراقية المسلحة وتنظيم القاعدة. سمعة الولاياتالمتحدة تأثرت كثيرا بفضائح التعذيب في سجون «أبوغريب» وغوانتانامو ولعب ذلك دورا إيجابيا لصالح المنظمات الإرهابية التي استغلت الأمر لتجنيد مزيد من الشباب المسلمين. وأمريكا تتخبط في كيفية محاكمة المعتقلين في جوانتانامو ولا تعرف ماذا تفعل في حالة أولئك الذين لا تريد أو لا تستطيع محاكمتهم. كتاب «مطاردة خالد شيخ محمد» يروي تفاصيل مطاردة واعتقال مهندس هجمات ال11 من سبتمبر ويقدم أمثلة عن نجاح وفشل الحرب على الإرهاب. وهو يروي حكاية عملاء عنيدين يجمعون المعلومات الاستخباراتية ويتابعون كل الخيوط المحتملة وهم يطاردون أحد أخطر الإرهابيين في العالم. كما يتحدث الكتاب عن الصراع الداخلي الذي تسبب في تأخير اعتقال خالد شيخ حمد وعن السنوات الثلاث الأولى من التحقيق معه في باكستان وفي عدد من السجون السرية حول العالم. في قلب الصراعات الداخلية كان الصراع بين وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بسبب اختلاف أساليب تعامل كل منهما مع قضايا الإرهاب. لكن وكالة الاستخبارات المركزية سرعان ما تولت المسؤولية الرئيسية في مكافحة الإرهاب لمنع وقوع أي هجوم آخر، فيما تم تنحية مكتب التحقيقات الفيدرالي جانبا بشكل أو بآخر. وكان تأثير هذا سلبيا إلى حد كبير في حالات كثيرة، منها حالة خالد شيخ محمد، حيث تسببت بإبعاد عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي البارز فرانسيس بيليجرينو عن القضية. عندما قام أحد أصدقاء خالد شيخ محمد القدماء بخيانته والتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية للقبض عليه في روالبندي، باكستان في 2003، طلب من بيليجرينو أن يكتب قائمة أسئلة للذين كانوا يحققون معه، الذين كانوا تابعين لشركات أمريكية أمنية خاصة لا تمتلك خبرة خاصة في التعامل مع القاعدة. لكن بيليجرينو رفض، ونتج عن ذلك أن خالد شيخ محمد أعطى للمحققين كثيرا من المعلومات الكاذبة لكي يتخلص من التعذيب. الكتاب مليء بالأحداث والتفاصيل الشيقة التي تجعل القارئ يتابع القراءة دون ملل ولفترات طويلة.