واشنطن - أ ف ب - أفادت وثائق كشفتها منظمة أميركية أن «أبو زبيدة» الذي يشتبه الأميركيون بأنه المسؤول عن خلية إرهابية تابعة ل «القاعدة»، «كاد أن يموت أربع مرات» تحت التعذيب عندما استجوبته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). و «أبو زبيدة» هو أول معتقل «مهم» يتعرض لأساليب التحقيق المكثفة التي وافقت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ومن بينها طريقة الإيهام بالغرق التي يعتبرها النقاد تعذيباً. وفي صفعة أخرى لمزاعم المسؤولين في إدارة بوش السابقة عن ان التحقيقات القاسية أثمرت عن الحصول على معلومات استخباراتية، قال خالد شيخ محمد العقل المدبر المفترض لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لمحكمة عسكرية في غوانتانامو عام 2007، انه أمد المحققين بمعلومات خاطئة أثناء تعذيبه. وقال بلغة انكليزية ركيكة في وصفه جلسة تحقيق وجه إليه خلالها سؤال حول موقع زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن: «كنت اخترع القصص». وأضاف خالد الذي اعترف بأنه وراء هجمات 11 أيلول: «أين هو؟ لا أعرف. ثم كانوا يعذبونني». وأضاف: «وبعد ذلك كنت أقول: «نعم، انه في هذه المنطقة أو تلك». إلا انه وفي الجلسة ذاتها، طلب خالد شيخ محمد من ممثل شخصي له أن يتلو بياناً اعترف فيه بأنه شارك في 31 مخططاً وحادثاً إرهابياً منفصلاً. وحصلت الجمعية الاميركية للدفاع عن الحريات العامة من القضاء على قرار يرغم «سي آي أي» على نشر وثائق يروي فيها معتقلون «مهمون» الاستجوابات التي أجريت معهم في السجون السرية التابعة للوكالة والتي نقلوا إليها قبل وصولهم الى غوانتانامو في عهد إدارة بوش. ولم يسمح للمحامين أو عامة الناس بحضور جلسات الاستماع.وأعلنت الجمعية الاميركية للدفاع عن الحريات العامة في بيان: «في الصيغ السابقة المنشورة حول هذه الوثائق، شطبت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كل إشارة تتعلق بسوء المعاملة»، موضحة ان بعض المقاطع لا تزال سوداء بفعل الشطب في الوثائق التي نشرت الاثنين. وقال «أبو زبيدة» ان «بعد أشهر من الآلام والتعذيب الجسدي والذهني لم يكترثوا للجروح التي سببوها لي في العين والمعدة والمثانة والفخذ الأيسر والأعضاء التناسلية. وهم لم يبالوا إني كدت أن أموت جراء هذه الجروح وأن الأطباء قالوا لي إني كدت أن أموت أربع مرات». وأضاف: «كانوا يقولون: هذه مذكراتك. أنت تريد أن تشن عمليات ضد أميركا. وكنت أقول: لا الفكرة مختلفة. وكانوا يقولون: لا ثم يعذبونني. وكنت أقول: حسناً ما تقولونه صحيح. كنت أقرر شن عملية».