يعدّ مرض التصلب العصبي المتعدد من أكثر أمراض الجهاز العصبي المركزي انتشاراً، وقد يصيب المخ، أو النخاع الشوكي، أو المخيخ، أو العصب البصري، فرادى، أو مجتمعة. وهو نتيجة التهاب في طبقة المايلين المغلفة للألياف العصبية يؤدي إلى تلفها. ويصيب المرض النساء بصورة أكبر من الرجال، فمعدل حدوثه أكثر بنسبة 50% عند النساء عنه عند الرجال (ثلاث نساء مقابل كل رجلين). ويصيب المرض صغار البالغين، فمتوسط عمر المرضى يقع بين 29 33 سنة. والسبب في مرض التصلب المتعدد غير معروف، ويُعتقد أنه أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث إن نظام المناعة في الجسم يهاجم الأنسجة الخاصة بها، وفي التصلب المتعدد يدمر جهاز المناعة المايلين، وهي المادة الدهنية التي تكسو وتحمي الألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي. والأعراض الأكثر شيوعاً، التي تظهر في وقت مبكر من مرض التصلب العصبي المتعدد هي: وخز، وفقدان التوازن، وضعف في واحد أو أكثر من الأطراف، وعدم وضوح الرؤية، أو ضعف وانعدام التنسيق. وكلما تقدم المرض، تظهر أعراض أخرى قد تشمل التشنجات العضلية، والحساسية للحرارة، والتعب، والتغيرات في التفكير، أو الإدراك، والاضطرابات الجنسية. ولا يوجد علاج شافٍ لمرض تصلب الأعصاب، وتستخدم أدوية لمنع تدهور المرض، وعلاج الأعراض المصاحبة له، ومنها: * الكورتيزون: حيث يتم العلاج به بجرعة كبيرة لمدة 3 5، وقد يساعد في إجهاض الهجمة، أو الانتكاسة، وعادة ما يؤخذ إما على شكل حبوب، أو على شكل حقن وريدية. * إنتيرفيرون: ويساعد عادة على تقليل سرعة تدهور المرض، والالتهابات عند مرضى التصلب العصبي المتعدد، ويوجد منه نوعان: o إنترفيرون beta 1-a. o إنترفيرون beta 1-b. وكلاهما يساعد في تقليل عدد الهجمات وشدتها عند المرضى بنسبة 30% إلى 40% عند بعض الأشخاص، وأثبتت بعض الدراسات على أن هذا العلاج يساعد على تقليل حدة التدهور، وبالتالي الإعاقة، وكلا النوعين يؤخذ عن طريق الحقن، ويستطيع المريض أن يحقن الإبرة بنفسه، أو بمساعدة أحد أقربائه، بعد تدريبه وتعليمه على أخذها. أما أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً للإنترفيرون، فهو الشعور بالتعب، وارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة طفيفة، وخاصة في بداية العلاج، إضافة إلى احتمال التهاب الجلد في المنطقة التي يتم فيها تعاطي الحقن، وقد يؤدي في حالات قليلة إلى الشعور بالكآبة، غير أن أهم هذه الأعراض الجانبية هو تطور في الجهاز المناعي مع تكرار العلاج على أمد بعيد، وتكوين الأجسام المضادة ضد العقار، حيث تبطل مفعوله، وبهذا ترجع أعراض المرض إلى سابق عهدها. وفي حالة عدم الاستجابة للأدوية التي ذكرت، هناك علاجات بديلة أثبتت فعاليتها، مثل: * ناتاليزوماب Natalizumab. * جليترامير Glatiramer.