محمود عبدالرحمن تتمتع الأحساء بتنوع كبير من حيث تكامل مقومات السياحة وكذلك باستنادها إلى قاعدة كبيرة من التراث التاريخي والحضاري، والعناصر البيئية السياحية المتميزة، فلدى الأحساء القدرة على تنويع المقاصد السياحية المتعددة ضمن مسارها السياحي المعتمد والمتضمن على أغلب المكونات السياحية في الأحساء، كالسياحة التاريخية المتمثلة في زيارة المواقع الأثرية والتاريخية كقصر إبراهيم الأثري ومنزل البيّعة، وسوق القيصرية بالإضافة للمدرسة الأميرية مروراً بالسياحة البيئة الطبيعية كزيارة جبل القارة وهو جبل ذو طابع خاص من الجبال الفريدة من نوعها، لاحتوائه على كهوف أو ما يسمى بالمغارات بين أهالي الأحساء وتتميز كهوفه «مغاراته» بأنها باردة صيفاً ودافئة شتاءً وهي مقصد متميز لجميع روادالأحساء من الدول المجاورة للأحساء بحكم قربها من عدد من الدول الخليجية كدولة قطر والبحرين والإمارات والكويت، والآن مع انطلاق مهرجان الأحساء للتسوق والترفيه ضمن أجندة المهرجانات السعودية والمشاركة الفعالة لمعظم المجمعات التجارية الكبرى بالأحساء والمحلات التجارية فيها، نشط نوع مهم من أنواع السياحة الوطنية وهو سياحة المهرجانات حيث تعد سياحة المهرجانات اليوم من الصناعات الرائدة التي تلقى رواجا واهتماما من جميع الأوساط بالمملكة والدول الخليجية، وقد حظيت هذه الصناعة منذ العشرينيات باهتمام كثير من الدول وأدخل عليها عديد من الأفكار الجديدة التي تتناسب مع عادات وتقاليد ومقومات الأحساء مما يساهم في التنمية الاستثمارية والتنشيط السياحي بشكل متنام وفعال. إن تطور هذه الصناعة المتميزة «المهرجانات» من خلال استحداث أفكار جديدة يمكن أن تفعّل القطاعات الاستثمارية والسياحية المختلفة، بتسليط الضوء على الإمكانات والمقومات الطبيعية والتراثية والتسويقية المحفزة. ويأتي مهرجان الأحساء للتسوق والترفيه فرصة لتوحيد الجهود في هذا الجانب من خلال تطبيق الخطط والتصورات لترسيخ مفهوم السياحة التسويقية وسياحة المهرجانات للتعريف بالمقومات السياحية والفرص الاستثمارية المتنوعة بالصناعات التقليدية والثقافات المتنوعة، ولتجسد مجمعاتها وأسواقها التجارية مثلا نموذجيا رائعا للتكامل التجاري من خلال فكرة تسويقية تهدف لتنشيط الحركة التجارية في الأسواق وتضمن لرواد المهرجان الحصول على أعلى الخصومات من خلال برامج للخصومات مشاركة في المهرجان وكذلك برامج سحوبات متنوعة وبرامج ترفيه متعددة ومتنقلة بين المراكز التجارية والأسواق. والآن من خلال إدراك الفوائد الاقتصادية والتسويقية لمثل هذه المهرجانات فلا بد من تأكيد السعي المتواصل والتخطيط المثالي والتحديث والتطوير المستمر والمتواصل لفعاليات وبرامج المهرجانات بهدف جذب واستقطاب أكبر عدد من الزائرين والمستثمرين من خارج الأحساء من خلال ما يتم تنظيمه من مهرجانات متخصصة في مختلف المجالات وتسليط الضوء على بعض المناشط للمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة. إن ما استطاع تقديمه مهرجان الأحساء للتسوق والترفيه من وقت انطلاقه، من خلال الحلول التسويقية والبرامج المشاركة في المهرجان من تسويق وترفيه، يوفر كثيرا من المجهود، ويمكن أن يحقق النتائج المطلوبة والرؤية الأساسية التي نفذ من أجلها المهرجان، وهو أن تكون الأحساء من أهم المقاصد السياحية والاستثمارية، باستغلال إقامة مثل هذه المهرجانات بالشكل الصحيح والمدروس وبما يعود على اقتصادنا بفوائد جيدة. فالمهرجانات ليست كما يعتقد كثيرون أنها أوجدت في الأساس، (للتسلية وتضييع الوقت) وإنما يجب أن تكون لها أهداف بعيدة المدى فقد أصبحت اليوم إحدى العوامل الرئيسية المستحدثة في عمليات الترويج ليس فقط بالنسبة للقطاع السياحي بل لقطاعات عديدة ومختلفة.