عبدالرحمن بودي عبّر مسرحيون عن انزعاجهم من الطريقة التي تم عبرها اختيار الممثلين المشاركين في مسرحية «التليفزيون»، التي أنتجها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، التابع لأرامكو السعودية، وعرضت مؤخراً في الظهران ضمن فعاليات مهرجان صيف أرامكو لهذا العام. وقالوا إن طريقة اختيار الممثلين للمشاركة في المسرحية كانت عن طريق اختبار مخرج المسرحية للممثلين المدعوين، من قبل جمعية الثقافة والفنون في الدمام، للمشاركة فيها، معتبرين هذه الطريقة «غير لائقة» في حقهم، خاصة أن للبعض منهم تاريخا يمتد إلى عشرين عاماً، موضحين أن «المجاملات» كان لها دور في توزيع أدوار المسرحية على الممثلين. وقال الفنان عبدالرحمن بودي «بعد عشرين سنة قضيتها في الجمعية يتصلون بي، ثم يطلبون مني أن أعمل «تيست» (اختبار) أمام مخرج المسرحية (إيلي كرم)، وهو قادم من لبنان، ليعمل في أرامكو، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وأكن له كل احترام وتقدير»، موضحاً أن «المشكلة ليست فيه»، بل في «من يعرفنا ويعرف من نحن». راشد الورثان وأضاف «رفضت في البداية، ثم عملت الاختبار، ودخلت، بناء على مكالمة من الصديق مخرج فرع الجمعية راشد الورثان»، مشيراً إلى أن الورثان أوضح له أن دوره في المسرحية هو «ابن الحلاق»، وهو دور رئيسي في المسرحية، «كنت أراه على الأقل مناسبا لي، ثم تفاجأت بأنهم أعطوني دور «المدرس المصري»، الذي قام به جبران الجبران، وهو، مع احترامي للمخرج أو من شار عليه بإسناده لي، دور هامشي لا قيمة فنية له بالنص، لذا رفضت واعتذرت، لأ نني أبحث عن القيمة الفنية». جبران الجبران وأضاف أن مسألة الاختبار «كانت إهانة لي، ولسلمان الزبيل، وخالد العبودي»، متسائلاً «هل مثلنا بحاجة لاختبار؟»، إلا «أننا مشيناها»، موضحاً أن مخرج العمل إذا كان جديداً ولا يعرفنا، ف»الورثان يعرفنا»، موجهاً سؤالاً للورثان: «هل عملت اختبار لنفسك ولجبران ولعبد الباقي البخيت، ونجحتم في الأداء، فلذلك اختاركم المخرج؟». وتابع «إذا كانت إجابتكم بنعم، فما رأيك إذا نقلت لك وجهة نظر كثيرين حضروا العرض بأن الممثلين، ما عدا الطفلة نور يوسف، هم أسوأ ما في العرض»، موضحاً أنه كان يتمنى إطلاق اسم «تربيط ومصالح» على هذه المسرحية، بدلاً من «التليفزيون». وأعرب بودي عن أسفه لدعوة فنانين من خارج الوطن، وقال: «يحز في نفسي أنهم يحضرون فنانين من الشرق والغرب… وعندما تسألهم لماذا لم تكلموا الزميل «فلان»… يردون عليك: «فلان» لا يعمل، وتتفاجأ عندما تسأل فلان هذا، أنه اتصل بهم، وترجاهم أن يعمل، لأن ظروفه المادية صعبة». وقال يفترض أن يستثمر القائمون على الجمعية، وعلى قسم المسرح خاصة، ومخرج الفرع، فرصة دعم أرامكو السعودية للجمعية، بعد السنين العجاف، التي مرت بها، «وأن يسهموا في تقريب البعيدين من الفنانين المؤثرين في المنطقة، وفي الدمام خاصة، كي نقدم أعمالاً قوية تبقى راسخة في عقول الجمهور، بعيداً عن الأنانية… والمجاملات والمحسوبيات، التي أرجعت المسرح في المنطقة خطوات كثيرة للخلف». أما الممثل خالد العبودي، فأوضح أنه تلقى اتصالاً للمشاركة في المسرحية، ذهب على إثره للجمعية، وهناك تم منه طلب اختبار أمام المخرج. «ورغم الإحراج والسنوات الطويلة التي قضيتها في المسرح، عملت الاختبار أمامه وخرجت، وأخبرني عبد الباقي البخيت بأنني سوف أكون معهم، وفوجئت بتجاهلهم لي واختيار الزميل إبراهيم الحساوي بدلاً مني» مشيراً إلى أنه «كان على الجمعية، على الأقل… أن تعتذر مني». سعد الحبيل وطالب الممثل سعد الحبيل الجمعية بإعطاء فرصة للشباب، وقال: «أخذت دورة في الجمعية عام 1429، ولم أشارك في أي عمل مسرحي مع الجمعية حتى الآن»، متسائلاً: «ما فائدة عقد الجمعية لهذه الدورات إذا لم تعطونا فرصا في الأعمال التي تنتجونها أو تشرفون عليها؟». عبدالعزيز الدوسري فيما قال الممثل عبدالعزيز الدوسري، الذي حضر دورة مسرحية في الجمعية عام 1430: «تصورت أنهم سوف يتصلون بنا، ويشركوننا في أي عمل في الجمعية»، ولكن «لا فائدة. مللت من الانتظار»، وهذا ما دفعه لمشاركة بعض أصدقائه، في جمع بعض الأموال، لإنتاج سهرة تلفزيونية على حسابهم كي يكتسبوا الخبرة فقط، طبقاً لقوله. وأضاف «للأسف، الفرص في جمعية الدمام معدومة أمام الوجوه الشابة». من جانبه، أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام عيد الناصر أن الجمعية «تقف مع الفنانين المخضرمين والشباب، وأن أبوابها مفتوحة»، مبيناً أن دور الجمعية في مسرحية «التليفزيون» كان تنسيقي فقط، حيث تم اختيار المشاركين في المسرحية من قبل المخرج إيلي كرم، الذي طلب إجراء اختبارات للممثلين. وأفاد أن الجمعية بدأت المشاركة في صيف أرامكو منذ عام 2010، وخلال هذه الفترة قدمنا مسرحيتين، واحدة منها بمشاركة نجوم مسلسل «باب الحارة» السوري، وشارك معهم ممثلان سعوديان من المنطقة الشرقية، ولم يكونا من المسؤولين في الجمعية، وفي مسرحية أخرى كان فيها ثلاثة فنانين مصريين على رأسهم الفنان أحمد بدير، وشاركهم في التمثيل بعض الممثلين الشباب، وكان أغلبهم من خارج فريق الجمعية، منهم عبدالمجيد الكناني، وكانت هناك مسرحية ليست من إنتاج الجمعية «قهوة ديلوكس»، واختارها فريق أرامكو تحديداً من بين عدة مسرحيات محلية عرضت عليهم من قبل الجمعية. وأكد الناصر أن الجمعية في هذا العام 2012 ليس لديها أية مشاركة فيما يخص المسرح، مشدداً على أن الجمعية كانت فقط حلقة وصل بين الفنانين والمخرج المسرحي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي التابع لأرامكو.وأوضح أن الجمعية دعت، بالفعل، الفنانين بلا استثناء، وحضر كثير منهم للمقابلات مع الفريق، الذي أرسله المركز، وبعضهم امتنع عن الحضور لسبب أو لآخر، مشيراً إلى أن الدعوة كانت من الجمعية، لكن لم يكن إليها أي دخل في اختيار المشاركين في المسرحية. واختتم الناصر حديثه بتوجيه سؤال لمسرحيي المنطقة: «هل تقدم أي من المسرحيين بطلب إلى الجمعية، وتم رفضه، أو عدم النظر فيه، ومناقشته معه؟»، لافتاً إلى أن الجمعية طلبت وما زالت تطلب من الفنانين تقديم أعمالهم على مسرح الجمعية، «وحتى الآن لم يتقدم منهم إلا القليل». مشهد آخر من مسرحية «التليفزيون» ( تصوير : ناصر العليان)