أرغب بالزواج من فتاة وأهلها لا يقبلون بي • تقدمت لفتاة عن قصة حب وتم الاتفاق على الخطوبة وإتمام الزواج بعد ثلاث سنوات، وأثناء الخطوبة حدث تعارض في الأفكار بيني وبين والدتها وانتهت الخطوبة على الرغم من أني أحبها وهي ما زالت تحبني رغم معارضة أهلها فماذا أفعل؟ هل أتزوجها بدون رضاهما؟ مع العلم أني لا أستطيع أن أتقدم لها مرة أخرى لرفض أهلها، وهي لا تريد الزواج من أحد غيري أرجو الإجابة أفادكم الله. – لم تتضح في الرسالة المميزات التي دعتك لخطبة تلك الفتاة، والذي ظهر أن اختيارك لها زوجة وأماً لأولادك، مبني على قصة حب. أود أن أخبرك أن الحياة الزوجية عمادها واعتمادها على تحلي الطرفين بالدين والخلق الحميد إذا تحقق قبول كل منهما للآخر، بهذا تنشأ وتنمو وتقوى علائق المودة والرحمة بينهما، لذا لا يكفي أن نعلق على قولك أنك تقدمت لها عن قصة حب؛ لأن هذا الميل فطري ومتوقع وليس مقياساً لصحة الاختيار من الطرفين، بل إنه شرعاً (قصة حب) علاقة غير جائزة (وإن كانت أوضاع المجتمع تسهل ذلك) من هنا أجد من المهم أن تجلس مع نفسك جلسة مواجهة وتفكر وتجيب عن بعض الأسئلة، مثل: لماذا اخترت هذه الفتاة؟ هل فعلاً تصلح أن تكون راعية لبيتي وأولادي؟ هل الأمور التي اختلفت فيها مع والدتها شكلية يمكن تجاوزها؟ أم أنها جوهرية ؟ ولا يغيب عنك أن شخصية الأم وأفكارها تؤثر على أولادها، بالذات البنات، فهل شعرت أنها مسيطرة؟ وأي خير ترجوه من الزواج بفتاة دون رضاء والديها؟ وكيف تستقيم الحياة الزوجية بينكما وهذا حالها؟ بل إن قبلتْ هي بذلك أياً كان سبب رفضها سيجعلك تعيد النظر في الارتباط بها، فرضا الوالدين لا مساومة فيه، والزوج يعوّض بآخر، ولكن الوالدين لا عوض عنهما. وما يدريك فقد يكون هذا التعارض مع والدتها خيراً لك لتتخذ قراراً أصلح لك في الدين والدنيا، ومع مراجعة نفسك لا تغفل عن أمر مهم وملازم، وهو الدعاء والاستخارة (ما خاب من استخار، ولا يخفاك أن حداثة السن تجعلك بهذا الاندفاع العاطفي، وستتكشف لك حقيقة هذه المشاعر، بحيث يكون القرار المتخذ من قبلك قراراً مدروساً مسؤولاً يترتب عليه مستقبل أسري بكامله ما دمت تترسم لهدي دينك. ادع الله وأنت موقن أنه سميع مجيب، وأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، نسأل الله أن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.