سليمان العلويط الانطباع الشخصي الأول الذي يسود شعورنا وتفكيرنا عندما نقابل شخصا ما وللوهلة الأولى، ما مدى صدق ذلك الانطباع وصحته؟! هناك منا من يعتبر انطباعه الشخصي الأول قاعدة للتعامل مع الشخص الجديد، سواء أكان ذلك الشعور الأول سلباً أو إيجاباً، وهذا فيه إجحاف ولو أصاب أحياناً.كلنا مررنا بذلك الموقف والذي يعتبر شبه مستديم نظراً لأننا نتعرض ونقابل أنواعاً ونماذج مختلفة من البشر كجزء من برامج حياتنا المعيشية. والبعض منا يقول لك (قلبي مقبوض) من ذلك الشخص، شكله لم يعجبني أو حديثة غريب، ويصدر ذلك البعض حكمه أو انطباعه عن الشخص بأنه ليس أهلاً للتعامل ويظلم ذلك الشخص في كثير من الأحيان. وقد يكون المظلوم ظاهراً على طبيعته فقد خلقه الله ذا شكل معين وثقافة معينة ولكن قلبه أنظف من مسحوق الغسيل «رابسو، والذي يغسل قميصك وأنت لابسو» فما ذنبه إذن ؟! وهل الناس يقاسون بأشكالهم؟! وهل «ركزة الظهر» على الكرسي تعني الوجاهة ومفتاح سر التعامل المحبب إلى النفوس؟!غريب عالمنا والعكس من ذلك، قد نقابل شخصاً «كلمنجي» ثيابه مهندمة، وجلسته هارونية، ومشيته عمرية، وتنشرح له صدورنا ونجلسه في صدر المجلس أو المكتب ونبدأ نوزع البسمات له من حين إلى آخر وبعد كل دقيقة وأخرى «تشرب عصير، قهوة عربي تركي حاضر، شاي و بنعناع أو بدون نعناع» يا سبحان الله، وتجد ذلك الشخص من أكبر المخادعين ولكن أعطى انطباعاً أولياً أنه أهل للثقة والتعامل الشريف وراجعوا ذاكرتكم جيداً وستسترجعون كثراً من الأشخاص على هذه الشاكلة.إذن فما العمل؟! أرى شخصياً أن الانطباع الأول عن هؤلاء الأشخاص الذين نقابلهم للمرة الأولى هو شعور وإحساس لا نستطيع كبح جماحه، لذلك فلا ضير أن نشعر به سلباً أو إيجاباً، ولكن نحتفظ به في قلوبنا ونحيطه بغاية من الكتمان ولا نستعجل في إصدار حكمنا حتى ولو بشكل مبدئي ولا يجب أن يعرف الغير ماذا يدور بخلدنا تجاه الشخص الجديد، وبعد ذلك نبدأ بتقييم الشخص بناءً على العوامل الأخرى المساعدة والمصاحبة لكل موقف يجمع بيننا وبين الشخص. وهذا لا يعني أن ندخل الشخص الجديد في سلسلة من الاختبارات و التقيمات التي لا تنتهي فقط نبدأ التعامل مع الإنسان الجديد بنوعية هادئة ودبلوماسية حذرة وثقة غير مطلقة. فإنْ ثبت صدق وحسن نوايا الشخص فالحمد لله، وإنْ ثبت غير ذلك فخسارتنا من التعامل مع ذلك الشخص تعتبر محدودة جداً. ومع كل ذلك لم يقف الانطباع الأول الذي نشأ كعائق أمام استمرار أو انتهاء علاقتنا بالشخص الجديد!