زمان كان الواحد فينا في الجلسة يتكلم في اي موضوع فاضي أو مليان ممكن يكذب يتفشخر اي موضوع والكل منصت ومستمع. ومن يوم جاءت القنوات الفضائية انتهى ذلك العهد الجميل والذي كان لنا سوق فيه. وأصبح إذا جاء احدنا الى جلسة قالوا جاءك الدويخ الله يعيننا عليه وكل واحد يتحاشى الجلوس بجانبه وذلك لكي يبتعد عن الثنائيات. وإذا احد ورط وجاء احدنا بجانبه يحاول ترك مكانه بحجة انه ذاهب الى الحمام او عنده مشوار وهذا كله من اجل الابتعاد قدر الامكان عنه. وما انتهينا من هذه القنوات حتى جاء الجوال الذى اكل الجو على الكل واصبحت القنوات تحل المرتبة الثانية من ناحية الاهتمام واخيرا جاءك الانترنت اللي ضيع الكل، وبفضله اصبح الجميع يفضلون الجلوس في بيوتهم فاختفت الجلسات اللي كنا نحصل فيها على زبائننا، وأصبح الواحد فينا يبحث في الشوارع على امل مصادفة أحد أو الانتظار بعد الصلاة عند أبواب المساجد لكي نحصل على ضحية ولكن هؤلاء ابتدعوا تكتيكا جديدا لحمايتهم منا على سبيل المثال: عند خروجهم من المسجد تجده حاملا مفتاح سيارته وبسرعة يخرج من المسجد وعند مناداتك له يقولك عندي مشوار ضروري خير (يعني بسرعة تكلم) هذا اذا كان انسانا مجاملا وإذا كان غير ذلك قلك عن اذنك انا اتصل بك وطار. وبالنسبة لخروجهم من البيت يتريث الواحد فيهم ما يدعم حتى يرى الشارع خالي من أمثالي واحيانا يأخذ زوجته أو بناته معه من اجل الفكاك. الله يرضى على ذيك الايام عندما كانوا يقولوا والله الجلسة ما تحلو إلا بفلان وحقيقة فكرت فلو ان الوضع رايح يبقى زي كذا نوعيتنا سوف تنقرض وبعد تفكير وجدت الحل والله يبارك في التسويق واللي جاب هذا هو الحل اني اسوق للناس بضاعتي عن طريق الكتابة اليهم لذي انا اكتب هذه السطور وعن طريقها امارس هوايتي وهي على كل حال كلام. عبدالعزيز الظاهري جدة