للتخلص من المدارس المستأجرة .. سبعة مشروعات تعليمية بسبعة وسبعين مليون ريال مستشفى عام لأمراض الدم الوراثية بسعة مائتي سرير وبتكلفة 118 مليون ريال يترقب أهالي محافظة القطيف تدشين عدد من المشروعات التنموية الكبرى، ودخولها الخدمة قريباً، إذ رصدت لها الجهات المعنية مبلغاً إجمالياً قدره مليار ريال، تشرف على تنفيذها حالياً مختلف القطاعات الحكومية، ومن المتوقع أن تحقق نقلة نوعية في مجال الصحة، التعليم، الخدمات البلدية، والخدمات الأخرى بعد تدشينها.
ليس ما يُقال كما يُرى ورصدت «الشرق» خلال جولة عامة في محافظة القطيف، من امتداد الواجهة البحرية شرقاً، مروراً بطريق الرياض، أحد أشهر الطرق في القطيف، وتنقلاً لمنطقة حي الفتح، ثم الاتجاه إلى جزيرة تاروت، لم يوقف عدسة «الشرق» سوى نقطة تفتيش واحدة كانت على مشارف مدينة عنك «مهد قبيلة بني خالد»، وبعد التجول بين كل تلك الأماكن، والسير في الطرق عوداً من جزيرة تاروت، والمرور بجسر تاروت الذي يشهد عملية تطوير، باتجاه بلدتي العوامية والقديح، حتى تقاطع بلدة العوامية الشهير بزحامه، حيث صادفنا مركبة متعطلة وسط التقاطع، وما كانت إلا دقائق حتى أتت دورية شرطة لتأمين سلامة الراكبين، وإبعاد الخطر عن المركبة. وشهدت محافظة القطيف أوضاعاً هادئة أمس الأول، متوجة بالحركة الطبيعية، فالكورنيش يشهد إقبال العائلات، الأطفال يلعبون والأسر تتناول القهوة والشاي وتتبادل الحديث، الوضع أشبه بنمط حياتي يومي عائلي، الأسواق الشعبية والمجمعات والمحال التجارية بدأت في العمل بعد انقضاء موسم عاشوراء، الكل يرتاد الأسواق نهاراً وليلاً.
نقلة نوعية ويرى قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بالقطيف الشيخ محمد الجيراني، أن مشروعات المنطقة ستحقق نقلة نوعية في مجال الخدمات التي تقدمها جميع القطاعات الحكومية في القطيف، مؤكداً أنها تعد دليلاً على أن المنطقة تحظى باهتمام من ولاة الأمر كبقية المناطق، وأن المحافظة تنعم بأهم من ذلك وهي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأضاف «إن ذلك يلقي على أبناء البلد مسؤولية الحفاظ على هذه النعمة، وهم أهل لأن يتحملوا واجبهم الديني والوطني». وأشار الجيراني إلى أن المحافظة تزخر بالإنماء والازدهار بمشروعات كثيرة، بينها عدد من المشروعات الصحية والثقافية والعلمية والاجتماعية، كما أن المحافظة مقبلة على مرحلة متقدمة كثيراً على بقيه المناطق، وفي هذا يرجع الفضل لله ثم لأمير المنطقة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز.
مشروعات سياحية وفي جانب تنشيط الحركة السياحية في المنطقة، تشهد محافظة القطيف حالياً مشروع إنشاء سوق الحرفيين في البلدة القديمة بجزيرة تاروت ومشروع المقهى الشعبي وترميم العين القديمة والمنطقة المحيطة بها، وقد وصل المشروع إلى مراحله الأخيرة، وذلك بعد أن سلم مقاول المشروع الموقع لجهاز السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية وهو الجهة التي تشرف على تنفيذه، ومن المتوقع أن يتم افتتاح الموقع للزوار خلال الأسابيع المقبلة، فيما أطلق جهاز السياحة بالشرقية مشروعاً لتسوير المواقع الأثرية، ويأمل الأهالي من خلاله أن يتم حماية جميع المواقع الأثرية التي يتهددها الإهمال.
مستقبل واعد ويقول عمدة جزيرة تاروت عبدالحليم كيدار إن محافظة القطيف تنتظر مستقبلاً واعداً بفضل الجهود التي يبذلها ولاة الأمر في سبيل تلمس احتياجات المواطنين عن قرب، لافتاً إلى أن سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها سمو أمير المنطقة الشرقية ساهمت ومازالت تساهم حل مشكلات وقضايا المواطنين المعيشية والخدماتية، لافتاً إلى أن حركة التنمية التي تشهدها المحافظة الآن هي خير دليل على ذلك. وأكد كيدار أن أعيان ومشايخ وأبناء المحافظة أثبتوا أنهم أهل للمسؤولية، وذلك بوقوفهم جميعاً في وجه من يريد تعكير صفو المواطنين أياً كان، مشيراً إلى الارتياح الذي ساد المنطقة خاصة بعد إزالة غالبية نقاط الضبط الأمني وتحويل البعض الآخر منها إلى نقاط لخدمة المواطنين وتنظيم الحركة المرورية خلال العشرة الأولى من شهر محرم، وهو الأمر الذي أسعد المواطنين كثيراً وأثبت بما لا يقبل الشك أن حكومتنا الرشيدة كانت ولا تزال تُسخر كل إمكانياتها لخدمة المواطنين. وجدد عمدة جزيرة تاروت تأكيده أن ولاء هذه الأرض وأبنائها المطلق لله سبحانه وتعالى ثم لولاة الأمر حفظهم الله، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير المنطقة الشرقية.
اهتمام واسع ويقول رجل الدين البارز في محافظة القطيف السيد وجيه الأوجامي ل»الشرق» إن المحافظة تحظى باهتمام واسع وكبير من لدن القيادة الحكيمة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وأمير المنطقة الشرقية، مضيفاً «تحدثنا ولا نزال نتحدث لإخواننا وأبنائنا في قطيفنا الحبيبة أننا ننعم باهتمام بالغ من ولاة أمر هذا الوطن الغالي، فالقطيف في هذه الأيام تعيش إنشاء وإنجاز مشروعات بكلفة تقارب مليار ريال، منها ما هو تحت التنفيذ، ومنها ما ينتظر، نسأل الله تعالى لهذا الوطن وأبنائه وولاة أمره الزيادة في السمو والرقي».
الصحة وفي مجال الصحة، تشهد محافظة القطيف أعمال تشييد مستشفى القطيف العام لأمراض الدم الوراثية، بسعة قدرها 200 سرير، وبكلفة 118 مليون ريال، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز فيه %30، فيما يشهد مستشفى القطيف المركزي أعمال تطوير نوعية، تتمثل في مشروعي توسعة قسم الطوارئ بكلفة 15 مليون ريال، وإنشاء مركز السيهاتي لأمراض الكلى بقيمة عشرة ملايين ريال، فيما يتم بناء مجموعة من المراكز الصحية الأولية في عدد من مناطق وقرى المحافظة بكلفة تتجاوز 17 مليون ريال.
الخدمات البلدية وفي مجال الخدمات البلدية كشفت بلدية المحافظة على لسان رئيسها المهندس خالد الدوسري عن ترسيتها لعدد من المشروعات التنموية، بقيمة إجمالية تصل إلى 365 مليون ريال، بينها إنشاء جزيرة لسوق الأسماك، وإنشاء جسر ثالث يربط جزيرة تاروت بمدينة القطيف، ومشروع جزيرة سوق الأسماك على كورنيش القطيف، ومشروع تعميق قناة تاروت، وتحسين الواجهات البحرية والشواطئ، ومشروعات صيانة ورفع كفاءة الخدمات في عدد من مدن وقرى المحافظة.
التعليم أما في مجال التعليم، فتنتظر المحافظة بفارغ الصبر إنجاز مشروع التخلص من المباني المستأجرة، التي تنجز فيه إدارة شؤون المباني في الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في المنطقة الشرقية حالياً 7 مشروعات تعليمية، بكلفة إجمالية تتجاوز 77 مليون ريال، فيما شارف مشروع الكلية التقنية في القطيف، الذي تبلغ تكلفته 76 مليون ريال على الانتهاء، حيث من المتوقع أن يتم الانتهاء من إنجازه العام المقبل.
الدفاع المدني تشهد محافظة القطيف أعمال تشييد ثلاثة مراكز جديدة للدفاع المدني، أحدها يتمثل في إعادة بناء مركز البلد، إضافة لاستحداث مركزين في حي المنطقة الخامسة ومنطقة أبو معن، ولفت الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري ل»الشرق»، إلى أن تلك المشروعات الثلاثة التي يجري العمل على تنفيذها، تأتي في إطار مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المقار الأمنية، وتشرف عليها إدارة المشروعات في وزارة الداخلية.