عبَّرعدد من الفنانات عن عدم رضاهن عن الدعم المقدَّم لهن من الجهات المعنية تجاه الفنانات السعوديات، وخصوصاً في ظل ضعف الاستفادة منهن في الساحة هذا ما يدعو البعض للاتجاه للسوق الخليجية، مرجعين ذلك إلى انعدام الدعم المعنوي والمادي من المؤسسات وجمعيات الثقافة والفنون في المملكة، ومع الإصرار والمثابرة أثبتت الفنانة السعودية جدارتها، والتي تستحق من خلالها الدعم . زرع الثقة قالت الفنانة مريم الغامدي ل الشرق : «كانت هناك معارضة من قبل الوالد، – يرحمه الله – على الفكرة، بشكل عام، ولكن مع المثابرة والتصميم والظهور بشكل مشرِّف ومحترم في أدواري، والحمد لله، حصدت النجاح، وأصبحت مثالاً يفتخر به عند الأهل والأقارب، وهذا هو المطلوب من الفنانات الصاعدات حالياً على الساحة. وأتمنى أن يكون هنالك اهتمام أكثر بالتواجد بشكل مركز وجميل، وليس التواجد لمجرد التواجد فقط، وعدم المبالغة في الشكل الخارجي، وفقدان الإحساس بالدور الذي تقوم به الفنانة.
غياب الدعم وقالت الفنانة سناء بكر يونس: « نحن في الساحة الفنية السعودية أحوج إلى فنانات سعوديات لديهن إحساس فني عالٍ، ففي رأيي أصبحت الساحة الفنية تعاني نقصاً في الطاقات البشرية الواعية لما تقدمه، وتقوم به، فأصبحت كثيرات منهن يبحثن عن الشهرة والأضواء، أياً كان ما يقدم على الشاشة، ونحن كفنانات سعوديات نفتقر للجهة المسؤولة، والتي تطالب بحقوقنا، وتضمنها لنا، حتى في مشاركاتنا الخارجية، فليس لنا مرجع نستطيع أن نعتمد عليه إلا أنفسنا وذوينا، وعلى جمعية الثقافة والفنون ووزارة الإعلام تقع المسؤولية الأكبر في هذا الشأن، فنحن ننتظر منهم دعماً أكبر، وهذا لا يلغي جهودهم الدائمة لنا، كفنانين وفنانات سعوديات «.
فرص ضائعة وقالت الفنانة شيرين حطاب : «عندما بدأت مسيرتي المهنية بدأت كمذيعة تلفزيون، وللأمانة وجدت الدعم من الأهل تحديداً من والدتي، فهي محبة للفن والأدب، ولكن كان خوف والدي علي حينما بدأت التمثيل، أن المجتمع السعودي حينئذ لم يتقبل فكرة دخول المرأة للفن، ولكني بدأت وتخطيت هذا الحاجز ونجحت، – والحمد لله – وأنصح كل من ترى في نفسها موهبة بأن تحاول أن تعزز الثقة بنفسها، وأن تجد الدعم الصحيح والمناسب لكي تعطي ما عندها، فالمرأة السعودية أصبحت حاضرة في كل المجالات الفنية والإعلامية والثقافية بشكل مشرف ورائع، وعن الصعوبات التي تواجهنا كفنانات سعوديات، أعتقد أن فرصنا مقارنة بزميلاتنا الخليجيات قليلة، سواء كانت محلياً، أوخليجياً، فهنالك أعمال كثيرة محلية يتم الاستعانة فيها بفنانات خليجيات، رغم تواجدنا، وفي المقابل نرى في الدول الأخرى بنت البلد تأخذ فرصتها، ونحن هنا نستحق هذا وأكثر» .
رد فعل مباشرة قالت الفنانة أغادير السعيد : «بصراحة نحن كفنانات سعوديات، نحتاج إلى دعم أكبر من جمعية الثقافة والفنون، فدورها مهم وحيوي، ولا أعلم ما المشكلة، هل المشكلة في الصلاحيات، أو أن الإمكانات غير متوافرة لديها، أم الأمر مجرد تقصير من جانب الجمعية، المفترض أن يكون لنا نقابة خاصة بنا كفنانين وفنانات تضمن حقوقنا في الداخل والخارج، وذلك في ظل غياب جمعية الثقافة والفنون، فنحن في المشاركات الخارجية نعتمد على علاقاتنا وتسويقنا لأنفسنا بجهودنا الفردية فقط. وأود أن أذكر بأن عرض المسرحيات النسائية كانت خطوة جريئة، وتحسب للمنتج عبدالله العامر، الذي تبنى الفكرة وعمل عليها، حتى ازدهرت، وأصبحت فعاليات سنوية لها جمهورها الذي ينتظرها في كل عيد، وأتمنى أن تكون هذه الفعاليات على مدى السنة، شرط توافر النصوص الواعية، فالجمهور السعودي يحتاج أن يرى أعمالاً تحاكي واقعه وهمومه، سواء كان شاباً، أو فتاة، وحسبما أرى فالمسرح هو محاكاة مباشرة للجمهور، وأجمل ما فيه أن الفنانين، أو الفنانات، يحصدون رد الفعل مباشرة على ما يطرح ».