تتلمذت على أيدي عمالقة الفن الكويتي ونهلت من نبعهم القراح فنا وخلقا وأداء وإخلاصا والتزاما وفهما لرسالة الفن حتى لحقت بركبهم وأصبحت تعد من عمالقة الفن الخليجي .. أنها انتصار الشراح التي انتصرت للكوميديا الهادفة التي تشرح القلب وتثري العقل ، على المسرح سلطانة وفي الشاشة ملكه وفي الحياة إنسانه تأسر المتابع ، لها باداها الراقي المترفع عن الابتذال وتشد جمهورها بأعمالها المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا وأحيانا الفنتازيا الخلاقة . المدينة ألتقتها في مدينة الدمام أثناء زيارتها لمهرجان ارامكو باستضافة جمعية الثقافة والفنون .
* انتصار الشراح كيف تريد بدء الحديث عن نفسها بعد هذا التاريخ العريض لها؟ - انتصار الشراح كما يعرفني جمهوري ويعلم أني متزوجة ولدي 4 أبناء (علي وسالم وبلقيس ودلال) لكن الجديد الآن أصبح لدي حفيدة، كما أعتبر ابنتي دلال هي الكل في الكل وأعتبرها مديرة أعمالي وأما زوجي فهو تاج العائلة وبعد 33 سنة لا يوجد أكثر من ذلك. * هل هذه الزيارة الأولى لكِ للمنطقة الشرقية، وما خلفية الأعمال لها؟ - لا.. لقد زرت المنطقة الشرقية كثيرًا، ولكن هذه المرة الأولى مع جمعية الثقافة والفنون وأرامكو لتكريم الفائزين بالأعمال المسرحية. * حدّثينا بتفصيل أكثر عن مشاركتكِ في المهرجان والمسرحيات بالذات؟ - للأسف لم تسنح لي الفرصة لحضور المسرحيات، فيكمن القصور مني لانشغالي بالتصوير، وربما أعمالي هي ما تأخذني من الناس، وفي المقابل هي أساس تواصلي معهم على الشاشة. * ماذا تقولين عن الجمهور السعودي؟ - مكمل لجمهور الخليج وهو قاعدة كبيرة جدًا، جمهور ذو ذائقة فريدة ويعتبر ثلاثة أرباع جمهورنا هو الجمهور السعودي كمسرح، ففي السابق كنا دائمًا نعرض لهم في مملكة البحرين، لكن الآن أصبحوا يحضرون إلى الكويت وفي الأعياد وبهذا قل حضورنا في البحرين. * وكيف ترين المسرح السعودي؟ - لم أر أي عمل للآن، فلهذا لا أستطيع أن أحكم. * كيف هي علاقتكِ بالفنانات السعوديات، وماذا ينقصهن؟ - علاقتي بهن جيدة وعلى رأسهن الفنانة سناء يونس ذات التعامل الراقي، وتعاملت مع أكثر من فنانة سعودية فلم أشعر بنقص خبرتهن بل كأنهن في الفن من زمن بعيد، ولا ينقص الفنانة السعودية شيء عدا عرض أعمالهن على قنوات كثيرة وليس على التلفزيون السعودي فقط لأن هذا ربما يحد من شهرتهن كثيرًا، وإذا تم عرض أعمالهن على كل القنوات سيكون لهن شأن كبير. * كيف ترين مشاركتكِ بالأعمال السعودية التي قمتِ بها؟ - فوق الممتاز كتعامل وطريقة احترامهم للفنان الذي يمنحه قيمته، عملت مع الأستاذ عبدالخالق الغانم وال art في جدة، ومنحونا قيمتنا كاملة فلم نضف لهم شيئًا بل أصبحنا مكملين لبعضنا البعض، والاستمرارية موجودة بيننا. * هل تشعرين الآن أنكِ حققتِ ما كنتِ تطمحين إليه في بداياتكِ؟ - لا.. ما زال هناك بقية، الفنان طماع بحد ذاته ومهما وصل وبلغ يشعر بأن هناك المزيد، وأنا ما زلت أشعر بأن هناك في داخلي طاقة مكبوتة لا بد لها أن تخرج وتتفجّر، فبعد فترة الراحة التي تعقب انتهاء كل عمل أشعر أن هناك المزيد، وأيضًا الجمهور يريد من الفنان أن يكون دائم التواجد في الساحة، فالفنان يعشق التجديد لا أن يظل على وتيرة واحدة وأنا كذلك. * أين ترين نفسكِ أكثر في التلفزيون أم المسرح؟ - أنا أتواجد في كل مكان أكون قريبة فيه من جمهوري. * ماذا يعني لكِ المسرح؟ - مدرسة، قوة، ثقة بالنفس، فيكفي أن أكون على صلة مباشرة بالجمهور فهذا يكون لي ركيزة قوية ويجعل أقدامي ثابتة، وأيضًا المسرح يقتل رهبة الوقوف أمام الكاميرا، لأنني أواجه الجمهور والذي هو أصعب من الكاميرا بالتواصل المباشر. * هل صحيح أن المسرح الكويتي يحتضر بالرغم من محاولات الإنعاش التي يقوم بها عدد من الفنانين كطارق العلي وعبدالعزيز المسلّم؟ - نعم وليس في الكويت فقط بل في العالم العربي ككل، فحتى مصر لو تلاحظين لا توجد بها تلك العروض التي كانت بالسابق، وكأن الناس الآن يقولون زمن المسرح انتهى، الآن زمن التلفزيون والسينما، فنحن نماشي ما يريده الجمهور، كالحفلات مثلًا لها فترة وتنتهي، فالجمهور لا يحب الاستمرارية، والمسرح يُقدم في فترة الراحة والإجازات، بينما التلفزيون فارض نفسه على الجميع في كل وقت. * من وجهة نظركِ كفنانة هل سيتأثر الفن العربي بربيع الثورات العربية؟ - البعض تطرّق لهذه الثورات في أعمالهم، لكني أرى أنه من الأفضل الابتعاد عنها، فنحن رأيناها في الواقع ولن ينقصنا أن نضع يدنا على الجرح ونزيد نزفه، فالقنوات التلفزيونية لم تدع مجالًا للجهل والتفسير وعلامات الاستفهام فهي فرَدت لنا كل شيء، فهذا شيء محزن ونحن لسنا محتاجين جرعات زائدة من الحزن. * في رأيكِ إلى متى سيصمد الفن في وجه الفتن الطائفية التي غزت مختلف المجالات ما عدا الفن؟ - لا أعتقد أن الفن سيتأثر بهذا، ولن تؤثر فينا كمجتمع خليجي هذه الفتن الطائفية، نحن كلنا خليجيون وكل منا يعشق أرضه ولن يسمح لأحد أن يمسّها أو يؤذيها. * في فترة من الزمن كونتِ ثنائيًا ذهبيًا مع الفنان داود حسين.. كيف ترين تلك الفترة؟ - في ذاك الوقت كانت الأعمال تتكوّن على شكل مجموعات، ففي التلفزيون كنت مع داود حسين، وفي المسرح كنت مع الفنانين عبدالرحمن العقل ومحمد العجيمي وعبدالناصر درويش، لكن حاليًا لا بد أن يكون التعاون مع الجميع وألا يكون العمل محدودًا حتى لا يكون الفنان مملًا، وهذا ما أعمله الآن مع الكبار والصغار. * هل تفكرين بإعادة ذاك الزمن بعمل مشابه بقوة أعمالكم القديمة مع الفنان داود حسين؟ - القديم لا يُعاد ولا يُجدد، فجمهور ذاك الوقت الصغير الآن كبر، والعلم والعالم تطور وتغيّر ولا بد لنا أن نواكب ذلك ولا نعيده للوراء، فأفلام الأبيض والأسود مثلًا لا نستطيع إعادتها، لكن ممكن أن نعيدها بشكل أحلى. * هل صحيح أن هناك أزمة مؤلف تعاني منها الحركة الفنية بشكل عام؟ * لا أؤيد ذلك، فكل الأعمال التي عُرضت عليّ والتي أقوم بها مواكبة للعصر وقضاياها تهم شباب اليوم، ربما في السابق كنا نعاني من ذلك، لكن الآن ظهرت دماء جديدة لمؤلفين شباب يطرحون قضاياهم ومشكلاتهم المهمة والحساسة. * هل صحيح أنكِ تجدين نفسك في الكوميديا أكثر من التراجيديا؟ - لا، فأنا متنوعة.. متى أريد أن أضحك فأنا أضحك.. ومتى أريد أن أحزن فأنا أحزن. * وهل تشعرين بأنك تقدمين هذا بنفس المستوى في المجالين؟ - نعم طبعًا فالفنان كتلة أحاسيس. * إلى أين وصل التلفزيون الكويتي وهل هو كما كان قديمًا؟ - نعم الحمد لله نحن مستمرون بنفس القوة ومتجددون والذي يسعدني أكثر أن التلفزيون الخليجي الآن جميعه يقدم أزهى ما لديه مما يخلق تنافسًا يصب في النهاية في مصلحة المشاهد. * كيف هي انتصار مع الإعلام؟ - أنتِ كيف رأيتيني! * رائعة في التعاون والرقي. - نعم فأنا متعاونة و(عشرية) وأضحك ومن أراد أن يتسبّب لي بمشكلة أتوقف وأبتعد. * هل واجهتِ مشكلات مع الإعلام؟ - لا.. “أمشي عدل يحتار عدوك فيك”. * هل خرجت إشاعات قوية من الإعلام ضدكِ أثّرت فيك؟ - قالوا فقط ان انتصار عملت عملية شفط، وهذا عادي فالجميع أصبح يقوم بمثل هذه العمليات. * زحمة الأعمال الفنية في رمضان تشتّت المتابع وربما تظلم بعض الأعمال الجيدة.. ما رأيك؟ - لا أعتقد ذلك، فصدقيني العمل الجيد هو الذي سيفرض نفسه. * هل سنشاهدكِ في أعمال كارتون أو أفلام سينمائية؟ - هناك مخطط قادم لكن ما زال قيد الدراسة. * لو عاد بكِ الزمان للخلف هل ستدخلين المجال الفني؟ - نعم.. فهو مجال جميل. * ما الذي يحتاجه من يريد أن يدخل المجال الفني غير الموهبة والصبر؟ - أنتِ قمتِ بالإجابة.. لا أعتقد أنه يحتاج أكثر من ذلك. * إلى أي مدى أثّر ارتداؤك الحجاب على عملكِ الفني؟ - لم يؤثر الحمد الله، ربما في البداية شيئًا بسيطًا لا يُذكر، أما الآن لا أعتقد أن الحجاب سيؤثر في الأدوار التي أقوم بها. * ما أعمالكِ في رمضان؟ - مسلسل «الملكة» مع الفنانة هدى حسين والفنانة مريم الصالح والفنان محمد جابر وغيرهم، ومسلسل «بنات الثانوية» مع طاقم كبير من الفنانين والفنانات، ومسلسل «الهابي هاوس»، وعدد من البرامج واللقاءات. * كيف يمر يوم انتصار في رمضان؟ - رمضان شهر العبادة.