جاء الرفض المعلن من قِبَل الحكومة اليمنية لمحاولات بعض التيارات السياسية في اليمن توتير العلاقة مع المملكة العربية السعودية ليؤكد على خصوصية العلاقات بين البلدين ويعكس موقفاً يمنياً واضحاً على الصعيد الرسمي يرفض المساس بهذه العلاقة شديدة العمق والأهمية أياً كانت الأسباب والدوافع. ويعد هذا الرد اليمني السريع، الذي جاء على لسان وزير الإعلام علي العمراني، إدانة لجماعة الحوثي ومحاولاتها – التي أشارت إليها «الشرق» في عدد أمس – التنسيق مع طهران لتجييش المواطنين اليمنيين ضد المملكة وتعبئة نفوسهم تجاهها بمعلومات مغلوطة تجافي واقعاً يقول إن الرياض ساهمت في حفظ أمن واستقرار جارها الجنوبي برعايتها المبادرة الخليجية وتقديمها الدعم المادي والمعنوي للحكومة الجديدة انطلاقاً من التزامٍ تفرضه الروابط التاريخية والجوار، وهي حقيقة تُجمِع عليها كل القوى الوطنية في اليمن من عقودٍ طويلة وليس فقط خلال العامين الماضيين. ويمكن القول إن هذه المحاولات الحوثية للشحن ضد المملكة تعد دليلا على أن هناك من لا يسرُّهم هذا التقارب بين الرياض وصنعاء بل ويزعجهم هذا الاهتمام السعودي البالغ بشؤون اليمن وباستقراره الأمني والسياسي، لذا يجنح هؤلاء إلى محاولات التأزيم لخلق نوعٍ من الحساسية لدى الرأي العام اليمني تجاه المملكة معتمدين على تحريف الحقائق والمواقف الدبلوماسية دون اعتبارٍ لما بين الشعبين من تآلف. إن ما بين المملكة واليمن ليس مجرد علاقات رسمية ودبلوماسية وإنما ارتباط تاريخي واجتماعي وديني يصعب على أي طرفٍ فكِّه خصوصاَ أن الساعين لذلك لا يشكلون الجزء الأكبر من النسيج اليمني ولا يملكون القدرة على التأثير على المجتمع، وإن وَجَبَ الوعي لخططهم وخلق الآليات اللازمة لمواجهتها سريعاً قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يُحمَد عقباه، وهي معانٍ يبدو أن الحكومة اليمنية تتفهمها وتعي أبعادها بدليل إعلانها أمس «أنها لن تقبل باستمرار هذا التأجيج تجاه الأشقاء» و»أنها ماضية في تطوير العلاقات مع السعودية لتصبح في أفضل صورها».