• المعيار الذي وضع منتخبنا لكرة القدم خارج قائمة المائة لأول مرة في تاريخه، معيار دولي ومبني على منطق معلوم ومعلن لدى الفيفا، فلو كان المعيار يتبع منطقنا السعودي لرأينا منتخبنا لكرة القدم يرفل في الطليعة سابقاً إسبانيا وألمانيا، فهما بالتأكيد ليسا من الفرقة الناجية.. • في شدة الصيف ولهيب الشمس، يقفز من سيارته المكيفة بخطى واثبة إلى داخل بيته المكيف، يأخذ قارورة ماء مثلجة، يرمي بجسده المعرق تحت هواء التكييف، يرفع بيده الجوال وهو مستلق ويبحث في تويتر عن «هاشتاق» من صنع الكفار، ويدبج تغريدة عصماء ود لو أنها تحتمل أكثر من 140 حرفاً… كي تستوعب وصفه لغالبية البشر، بأن مآلهم جهنم .. فهو من الفرقة الناجية. • يقضي العالم حياته دارسا في أرقى الجامعات المعترف بها دوليا، يتخرج ليكمل البحث والمثابرة لإفادة العالم حتى يشيب، وعندما يبتكر أو يكتشف أو يخترع ما يفيد الإنسان ومستقبله في كل مكان، يأتيك مطوع حافظ عن ظهر قلب لمخطوطتين في الأثر، ينصحه ويرشده ويأخذ على يده، على أساس أنها نصيحة من عالم إلى عالم، فهل يتساوى العالمان؟ وأيهما من الفرقة الناجية؟ • المجتمع المنشغل بأخبار الجن، سيأتي اليوم الذي نراه يلقي باللائمة على الجن في كل خطأ وخطيئة يرتكبها، كي يبرر لنفسه ويطهرها من الرجس. المجتمع الذي يعيد ويكرر الخرافة على أنها حقيقة دون إسنادها للعقل سيأتي له يوم لن يميز فيه بين الحقيقة والخيال، المجتمع المنشغل بتفسير الأحلام سيكتشف يوما أنه كان طوال عمره يغط في النوم، المجتمع الذي يقلد دون أن يفكر، لن يكتشف أنه على خطأ أبدا لأنه يفتقد إلى روح المغامرة، المجتمع الذي يميز بين أهله على أساس منشأهم ومدنهم، مجتمع لا يعرف معنى الوطن. • كلما ازدادت كراهيتك للآخر توغلت في شيطنته وتحويله إلى كائن خرافي، يمكن أن يصل بك الحال أن تتصور له ذيلا أو قرنين، يمكن أيضاًُ أن تبتكر له قدرات خفية تصب كلها في الشر والتوحش، الكراهية مصنع يعيد إنتاج نفسه حتى تتحول إلى آلة تعمل وحدها وتسير بدافع ذاتي من الجهل بالآخر، لو مرة حاولت صادقا أن تتعرف عليه، أن تتخيل نفسك مكانه، أن تفهم لغته، أن تقرأه… ستجد أن الفرق بسيط.. أنت والآخر مثل طفلين ولدا من أبوين مختلفين.. بلا اختيار منكما، فلماذا يحمل أحدكما الآخر ذنبا لم يقترفه؟ وهل الاختلاف ذنب أصلا؟ • كم نعشق نظرية المؤامرة، وهو شعور خادع للذات، بمدى أهمية الكائن في هذا الوجود، حتى يكلف المتآمرون أنفسهم تلك المشقة، ألا وهي مشقة المؤامرة عليه، فهو ذو قيمة إذا؟! أليس كذلك؟ ولكن ماذا لو عند نهاية العمر يكتشف أنه على وهم، وأن العالم لا يعبأ وكل ما حاكته مخيلته من سيناريوهات مرعبة إنما مردها الخوف؟ الخوف فقط. • بحسبة بسيطة هناك دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة، ركزت اهتماماتها التنموية على الفكر والعلم الحديث، ونجحت اقتصاديا واجتماعيا، مقابل دول مثل كوريا الشمالية، وإيران حيث الأيديولوجيا أو الدين، يسيطر على العقل والتفكير، وهما في حالة فشل ذريع، فماذا تختار لتكون من الفرقة الناجية؟.