دعا مؤتمر أصدقاء الشعب السوري أمس في باريس مجلس الأمن الدولي إلى أن يصدر، وبشكلٍ عاجل، قرارا ملزما تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لحل الأزمة السورية دون السماح باستخدام القوة في مرحلةٍ أولى، مشددا على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتكثيف المساعدة للمعارضة السورية. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر في البيان الذي صادقت عليه قرابة مئة دولة غربية وعربية أن المشاركين يطالبون مجلس الأمن الدولي بأن «يفرض إجراءات تضمن احترام هذا القرار»، أي فرض عقوبات من الأممالمتحدة ضد نظام دمشق. ويمهد الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الطريق أمام فرض عقوبات أو حتى يجيز استخدام القوة ضد الذين لا يحترمون نصوص القرارات الصادرة بموجبه، لكن القرار الذي دعا اجتماع باريس مجلس الأمن إلى تبنيه يندرج في إطار المادة 41 من الفصل السابع التي تقف في وسائل الضغط عند حد فرض عقوبات، لكنها تتيح الانتقال إلى المادة 42 مستقبلاً، وهي تجيز استخدام القوة. كما اتفق المشاركون في مؤتمر الأمس على ضرورة رحيل الأسد، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة استبعاد الأشخاص الذين يمكن أن يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية. إجماع على دعم المعارضة وأوضح البيان الختامي من جهة ثانية أن المشاركين قرروا «تكثيف» المساعدة للمعارضة»، وفي هذا الشأن سيقوم بعض المشاركين بتأمين وسائل اتصال للسماح للمعارضة بإجراء اتصالات فيما بينها وبالخارج بشكل أكثر أمانا وبما يتيح ضمان حمايتها في إطار تحركها السلمي. كما دعا البيان «المعارضة إلى الاستمرار في التركيز على أهدافها المشتركة» بعدما ظهرت هذا الأسبوع إلى العلن انقساماتها حول المرحلة الانتقالية وحول تدخل عسكري أجنبي محتمل في سوريا. كذلك تعهد المشاركون في المؤتمر ب «دعم جهود الشعب السوري والأسرة الدولية لجمع الأدلة التي ستسمح في الوقت المناسب بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان على نطاق واسع وخصوصا الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعرب في افتتاح المؤتمر عن أمله في أن يشجع المؤتمر مجلس الأمن الدولي على التحرك لممارسة ضغوط على دمشق. وأضاف الرئيس الفرنسي أن حصيلة ضحايا أعمال العنف في سوريا «رهيبة ولا يمكن للضمير الإنساني أن يتحملها»، داعيا الأممالمتحدة إلى «اتخاذ إجراءات بأسرع ما يمكن لدعم خطة الخروج من الأزمة» والتي عرضها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. تأكد انشقاق طلاس وفي تطور لافت، أكد مصدر قريب من السلطات السورية «الجمعة» انشقاق العميد مناف طلاس، القريب من عائلة الرئيس بشار الأسد، عن الجيش السوري منذ ثلاثة أيام وخروجه مع أفراد عائلته من سوريا، ولاحقا أكدت باريس أن طلاس في طريقه إليها. وينتمي طلاس إلى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. ومناف طلاس هو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2011. وينحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر. وقد كان صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. ميدانيا، قُتِلَ الجمعة 29 شخصا في اشتباكات وقصف في مناطق سورية مختلفة، في حين دارت اشتباكات في أحد أحياء دمشق صباحا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.