جعلت «أم حسن» من مدينة الأحساء، حرفة نقش الحناء مصدر دخل أساسي لها، بعد أن انفصلت عن زوجها، فتحوّلت من ربة بيت لا تملك حتى شهادة الكفاءة، إلى امرأة منتجة متكفلة بثلاثة أطفال، ووفّرت لهم سبل العيش الكريم، بمستوى ترضى عنه. تقول أم حسن إنها أولعت بالحناء منذ كانت طفلة، ووجدت نفسها وهي ابنة 13 عاماً تعمل في هذه الحرفة حباً لا طمعاً، إلا أن ظروف الزواج والإنجاب أبعدتها عن حرفتها التي تحب، ليعيدها الطلاق إليها قسراً، فلم تجد بداً من العودة لمزاولة حرفتها، ووصل صيتها إلى مدن عدة من المملكة، كالدمام والرياض والقصيم ومكة والمدينة. وترجع أم حسن هذا النجاح إلى رغبتها في تطوير حرفتها، فأدخلت عليها الزخارف الفرعونية والصينية، حتى حققت قفزة نوعية في عالم الحناء، وابتكرت فكرة رسم صورة العريس على ذراع العروس، والذي برعت فيه كونها تتمتع بموهبة الرسم، مبينة أنها ومنذ طفولتها ملكت مهارة رسم الوجوه التي تبدو وكأنها صورة فوتوغرافية، ولكن لم يتسنَ لها في ذلك الوقت صقل مهارتها. وتؤكد أم حسن أنها لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل إنها أصبحت تعطي دورات تدريبية لتعليم نقش الحناء، لعدم إطلاق دورات خاصة بهذه الحرفة، وتجاهلها من قبل المشاغل، أو من منظمي الدورات النسائية بالأحساء، مبينة أنها تخطط في الوقت الحالي لافتتاح مركز خاص بالحناء يكون التدريب جزءاً من نشاطه. وأوضحت أم حسن أنها تدفع إيجار شقتها، وتنفق على نفسها وأطفالها الثلاثة، وتعيش بمستوى جيد جداً، بل إنها شاركت في العديد من المهرجانات، من أهمها مهرجانات ارامكو، ومهرجان الجنادرية الذي يعد نقطة انطلاقها بشكل حقيقي، حيث خرجت من دائرة المجتمع الأحسائي إلى مختلف مناطق المملكة.