للأمانة عدة وجوه، منها أمانة المسؤول والموظف والعامل على عمله وإتقانه وأمانة الوقت الذي يقضيه بالعمل فلا يستغله خارج نطاق الإنتاج أو في أمور لا تخص عمله، والأمانة في الأموال والممتلكات الخاصة، فهذه من المعاني السامية في ديننا الإسلامي الحنيف يجب علينا جميعا التقيد بها والحرص على العمل بها. قال الله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون) لهذا يجب على كل عامل وموظف ومسؤول أن يتحلى بصفتي القوة والأمانة حتى يبتعد الناس جميعا عن التقصير والإهمال أو خيانة الأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا، وحتى لا تحدث تلك العواقب الوخيمة جراء التقصير في الأعمال المنوطة والموكلة إلى كل شخص، أيا كان موقعه صغيرا أو كبيرا، فيأخذ الجميع حقوقهم بإذن الله تعالى، وقد طالب البعض بأهمية الالتفات لحال بعض مساجدنا التي تحتاج إلى صيانة وترميم، تلك المساجد القديمة التي تم بناؤها منذ سنوات طويلة وما تزال على حالها المتهالكة، وقد تكون مساجدنا أحسن حالا من مباني مدارسنا التي حدث فيها ماحدث! وهذا مطلب مهم ولاشك إلا أن المطلوب أيضا وضع كل الأعمال والإدارات وكل مايخص الجهات الرسمية والأهلية وغيرها وفق منظومة متابعة هذه الأعمال بكل اهتمام وحرص في (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) وليس فقط لمجرد متابعة قصيرة أو متابعة أعمال وترك البعض الآخر، إذ على الجميع التعاون والعمل يدا واحدة لمحاربة الفساد الإداري والمالي أيا كان. كل ذلك لتحقيق مبدأ الأمانة والعدل والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه إن شاء الله تعالى، ومحاسبة ومعاقبة المخطئ في المجالات التي تمس حاجة المواطن والمقيم . إذن فمن هذا المنطلق يجب المحافظة على المال العام الذي خصص للمشاريع الضرورية والمهمة للمواطن والمقيم لا أن يذهب كثيره دون ما خصص له أو أن يُهدر بلا محاسبة ولا مراقبة! نحن مع هيئة مكافحة الفساد قلبا وقالبا كما يقولون من أجل مصلحة الوطن والمواطن وكل من يعيش على ثرى هذه الأرض الطاهرة، فديننا الحنيف يحض على الإخلاص والأمانة، ويُحارب الخيانة وسلب أموال الآخرين أو عدم مراعاة ظروفهم الحياتية والمعيشية والأسرية خاصة ممن هم يُعانون من تلك الظروف المختلفة، فلنساند هيئتنا الوطنية الموقرة حتى تؤدي عملها كما يجب وينبغي، وهذا ولاشك يصب في مصلحتنا جميعا على حد سواء والله لايضيع أجر من أحسن عملا.