ودّعت المدينةالمنورة فجر أمس شاعرها وأديبها الدكتور محمد العيد الخطراوي عن عمر يناهز 77 عاماً، إثر غيبوبة دخل فيها نتيجة سقوطه على رأسه. وتمت الصلاة على جثمان الفقيد بعد صلاة الظهر في المسجد النبوي في المدينةالمنورة. ويُعد الخطراوي أحد أبرز الوجوه الثقافية والأدبية في المدينةالمنورة، وواحداً من أبرز شعراء المملكة العربية السعودية في العصر الحاضر، متمسكا بثوابت الشعر من حيث اللغة والقيم الفكرية والأخلاقية، لا يمنعه شيء من ممارسة التجديد في شكل القصيدة دون الخروج إلى نزقات الحداثيين. كما يعد من أعمدة الحركة الأدبية في المدينةالمنورة، وفي المملكة بشكل عام، فهو أحد الأعضاء المؤسسين لأسرة الوادي المبارك منذ عام 1385ه، وكان عضواً مؤسساً للنادي الأدبي بالمدينةالمنورة، وتسلم منصب نائب الرئيس في النادي، كما كان عضوا في اللجنة المركزية للمحافظة على الآثار في المدينةالمنورة. ونعت ابنة الراحل الكبرى مشاعر الخطراوي والدها على حسابها في «تويتر»، قائلة: «أصبح أبي جارك يا رسول الله كما تمنى، مؤلم رؤيتك محمولاً على أكتاف الرجال، لكني رأيتك تزف إلى مقامك عند الله، رحلت أبي في ليلة النصف من شعبان، ورحيلك علامة بقاء وارتقاء، لم تمت بل رحلت بعيدا سفر.. وغربة… هي الحياة». وعبر مدير نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان عن حزنه برحيل الفقيد، وقال: «معرفتي بالخطراوي تمتد إلى أكثر من ثلاثين عاما. لا شك أن الساحة العلمية والثقافية والفنية ودعت قمة شامخة من الأدب والعلم، ومسيرة الخطراوي مسيرة حافلة بالعلم والثقافة والمعرفة، وهو أستاذ لا شك في ذلك عن طريق مسيرته في التدريس، وخرَّج جيلاً من الطلاب». وأضاف «كان له دور كبير في تقدم الطلاب الذين درسهم، فمنهم من تمثل في مناصب عليا، ومنهم من أصبح وزيرا، وآخرين أصبحوا أساتذة في الجامعات. كان له نشاط علمي، ومؤلفات غنية، فيها عناية فائقة بتاريخ وأدب المدينةالمنورة»، موضحاً أنه كان للفقيد أيضاً دور كبير وملحوظ في دعم مسيرة نادي المدينةالمنورة الأدبي منذ تأسيسه. الخطراوي في سطور ولد الدكتور الخطراوي عام 1354 (1935) في المدينةالمنورة. حصل على ليسانس في الشريعة من جامعة الزيتونة عام 1374 (1954). حصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1379(1959). نال شهادة الماجستير في الأدب والنقد من الجامعة الأزهرية عام 1395(1975). حصل على دكتوراة في الأدب والنقد من الجامعة الأزهرية عام 1400(1980). بدأ حياته العملية في 1375 (1955) بالتدريس في مدرسة العلوم الشرعية الابتدائية. عمل مدرساً في معهد المجمعة العلمي الثانوي لمدة ثلاث سنوات. درس في القسم العالي بمعهد إمام الدعوة بالرياض لثلاث سنوات (1379-1382ه). عمل بكلية الشريعة في الرياض لسنة واحدة عام 1383. عاد إلى المدينةالمنورة لتدريس اللغة العربية في مدرسة طيبة الثانوية من عام 1383حتى عام 1391، وأصبح وكيلاً لمدير المدرسة منذ عام 1391حتى عام 1394، حين أسند إليه مهمة تأسيس مدرسة قباء الثانوية، التي عمل فيها حتى عام 1400ه. انتقل إلى التدريس الجامعي بعد حصوله على الدكتوراة في الجامعة الإسلامية، ثم في كلية التربية (فرع جامعة الملك عبد العزيز)، وظل يعمل فيها حتى تقاعد. من مؤلفاته موسوعة المدينةالمنورة. الرائد في علم الفرائض. البنات والأمهات والزوجات في المفضليات. أمجاد الرياض (ملحمة شعرية). غناء الجرح (ديوان). حروف من دفتر الأشواق (ديوان). تفاصيل في خارطة الطقس (ديوان). مرافئ الأمل (ديوان). تأويل ما حدث (ديوان). محمد العيد الخطراوي