من منا لم يزر سوق الخميس في مدينة القطيف ويقضِ أجمل اللحظات يتجول بين الباعة وهم يعرضون بضائعهم ومنتجاتهم المحلية. كانت الأسواق الشعبية منتشرة وذائعة الصيت في الماضي حيث عرفت مدينة خميس مشيط بسوقها الخميسي ومدينة أحد رفيدة بسوقها كل أحد ثم كان سوق الثلاثاء مرتبطا بمدينة أبها. أعتقد أن ما يميز معظم مدن العالم اليوم هو وجود مثل هذه الأسواق الشعبية الموسمية أو أسواق الإجازات الأسبوعية، فسواء كنت في لندن أو باريس أو روما أو نيويورك أو غيرها لا يمكنك أن تفوت زيارة مثل هذه الأسواق لما تحمله من عبق المدينة وهوية سكانها وطبيعة حياتهم فهي تفسح المجال لطاقاتها الفردية والعصامية للإبداع والاستفادة. حيث تجد هناك أصحاب الحرف والأنتيك والمتفننين في أنواع الطعام وغيرهم والمكان متاح حتى للأجانب لاستعراض أطباقهم ومنتجاتهم.أتساءل دائما لماذا لا تستفيد هيئة السياحة من هذه العادات وتفسح المجال للطاقات والمهارات الوطنية والمحلية لاستقطاب السياحة وتشجيع الإنتاج المحلي والمحافظة على التراث والهوية وذلك عبر تحديد أماكن معينة ومواقع حيوية في جميع مدن المملكة يجتمع فيها أصحاب المهن والحرف والإبداع من أبناء هذه المدن خلال أيام العطل الأسبوعية يعرضون للبيع ابتكاراتهم وإنتاجهم من مأكولات وصناعات ولا يحتاجون إلى تراخيص عمل أو محلات تجارية مسجلة. ما نراه اليوم من صور غير حضارية للباعة والمتجولين الموسميين على الشوارع وفي أماكن غير محمية تعرض حياتهم للمخاطر أو حتى الفتيات والسيدات اللآتي يبحثن عن طاولة ما في مناسبة نسائية لعرض منتجاتهن من إكسسوارات وأطياب وكعك وحلويات وأزياء تستاهل منا الحماية والرعاية وتسهيل الطريق عليها لكسب الرزق بطرق كريمة تنفع الوطن والمواطن. في تراثنا كثير من العادات الجميلة وهذه إحداها.