إلى الآن لم أجد مبررا مقنعا أو بسيطا على الأقل يليق بالفكر الإنساني وحقوق الإنسان، يبرر منع مرآة صغيرة ومشط شعر أصغر في مرحلة الثانوية والمتوسطة! مرآة لا تتعدى 3×3 سم أخجل أن أروي أنها كانت من المحظورات وأجدها فرصة ثمينة (لإبراء الذمة) عندما كنت طالبة في المتوسطة خبأت تلك الأشياء الملغمة «كما يرون» في دهاليز وأماكن مغيبة، كما اضطر الأمر إحدى الطالبات إلى اختراع أوكار سرية كما طلبت من الخياط أن يصنع لها جيبا خلفيا من عند الظهر ولكن من الداخل.. وأزيدكم من الخجل ذكرى مؤلمة أنه حتى برادات الماء المتهالكة والصدئة الضخمة والخاصة بالشوارع وليس المدارس، كانت مرآة مروعة تحول الحسناء إلى وحش والجميل إلى قبيح قررت مدرستي العظيمة العفيفة رشها بواسطة بخاخات ملونة لطمس معالم شبه مرآة.. علاوة على المباني المستأجرة وجفاف الجو والمعلمات والاضطهاد النفسي والعلمي والفصول المتآكلة.. «ومراييل» لا ينقصها إلا شماغ لتصبح ثوبا.. قاموا بتدمير قيمة الجمال وتفخيخ رمز المرآة وأمشاط الشعر ومرطبات الشفاه وكريمات الأيدي، إلى قيمة ممنوعة ومنحرفة ومحظورة.. أتريدونها فتاة أم (ضب)؟! لم أتوصل إلى تفسير آنذاك إلا أنهم يريدون طالبات بشعور منكوشة ومروعة ووجوه مريعة وتوصلت اليوم إلى أنه (تعسف ليس عليه اختلاف). الزبدة: الإرهاب ليس إرهاباً أمنياً فقط، هناك إرهاب إنساني أيضا.