رفع عدد من أولياء الأمور شكاوى لإدارات بعض المدارس في المنطقة الشرقية، احتجاجا على إرهاقهن بموديلات مريول مدرسي، يواكب الموضة، وبأشكال مختلفة، أشبه بفساتين السهرات. وفيما رفعت إدارات المدارس يدها عن أي تدخل متوقع، في ظل عدم تخويلها بحسم مثل هذه الأمور، تحولت ساحات وفصول العديد من مدارس البنات لصالات عرض يومية تستعرض فيها الطالبات جديد الموضة والأزياء عبر موديلات المريول المدرسي، والأحذية، والحقائب، وحتى ربطات الشعر. وأصبح المريول المدرسي الملازم للطالبات طوال السنة، مريولا أسبوعيا أو شبه أسبوعي بعد أن عددت الطالبات في موديلات المراييل، حتى أصبح للطالبة أربعة أو خمسة مراييل بموديلات مختلفة حسب الموضة السنوية، والفصلية للمريول الشائع بين الطالبات. فالمريول الذي يلبس في فصل الصيف يختلف موديله عن المريول الذي يلبس في فصل الشتاء، كما أن المريول الذي ترتديه الطالبة في بداية الأسبوع لا يتكرر ارتداؤه إلا في الأسبوع الذي يليه لتحقيق التنوع في الموديلات ومواكبة الموضة. وسارعت معلمات إلى مناهضة هذا التنوع، الذي بدأت تتبارى فيه الطالبات، مشيرات إلى أن الهوس بالموضة والموديلات بين الطالبات أصبح الشغل الشاغل لكثير منهن، الأمر الذي بات يشغلهن حتى عن الدراسة ومتابعة الدروس، داعيات لوقفة تربوية حاسمة، خاصة في ظل غياب الأنظمة الكفيلة بإيقاف الظاهرة. بلا حسم تؤكد معلمة الثانوية وفاء طاهر أن طالبات الجيل الجديد لا يكتفين بمريول واحد بموديل بسيط طوال السنة، بل ينوعن في الموديلات بأشكال مختلفة ومتنوعة، وبشكل دائم ما يجعلهن في سباق دائم حول من تلبس الزي الأجمل والمرتب والأحدث، ما يوفر نوعا من المنافسة بين الطالبات في اللبس ويتسبب في العديد من المشكلات المادية والأسرية للعديد من الطالبات اللاتي يتأثرن بالجو العام لزميلاتهن، ويرغبن في تطبيق نفس التصرفات: التنوع اليومي في الموديلات ليس محصورا على المراييل فقط، بل يمتد للحقائب المدرسة والأحذية، ولمسنا اعتراض أولياء الأمور، الذين بادر بعضهم بمخاطبة إدارة المدرسة، رغبة في وقفة لتوحيد الزي، ولتستقر الطالبات على موديل معين، إلا أن الإدارة لا تستطيع تنفيذ مثل هذا القرار، خصوصا بعد أن بدأت الدراسة، لكننا نرى أن الأسرة مسؤولة للسيطرة على رغبات بناتهم». أمر طبيعي إلا أن الطالبة سكينة عوني ترى أن التنوع في الموديلات وشراء الطالبات موديلات متنوعة ومتعددة في المراييل أمر طبيعي لدى أغلب الطالبات؛ حيث إن الطالبة كفتاة تحب الاهتمام بمظهرها وشكلها، كما أنها تحتاج إلى مراييل متعددة طوال أيام الأسبوع، لأنها لا تستطيع البقاء على مريول واحد طوال السنة، مشيرة إلى أن أغلب الطالبات يشترين ثلاثة مراييل بداية العام الدراسي، ويفصلن لهن مراييل أخرى حسب الموضة السائدة في المدرسة، مضيفة أن هناك حاجة يومية إلى تبديل المريول وذلك دليل على النظافة والاهتمام، فأغلب الطالبات اللاتي لا يبدلن مراييلهن ليس لديهن اهتمام بمظهرهن الشخصي. الموضة السبب وتعتقد الطالبة في المرحلة الثانوية ندى الجيراني أن الموضة فرضت نفسها على المدارس بشكل كبير، فأغلب الطالبات يتنافسن على المريول الأجمل والحقيبة الأجمل والحذاء الأجمل، وهذا ما يدفع الكثير من الطالبات للتبديل الدائم والمستمر لحاجاتهن المدرسية كالحقيبة والمريول: «هذه الحالة فرضت نوعا من التنافس بين الطالبات في المظهر والشكل، وأصبح كالأمر المفروض على أغلب الطالبات تبديل المريول بشكل يومي، وشراء مراييل كافة للأسبوع الدراسي حتى لا يتكرر لبس المريول الواحد مرتين في الأسبوع، لتبدو الطالبة بمظهر جديد وأنيق يوميا، والطالبات يأخذن راحتهن في اختيار الحقائب المدرسية، حيث لا يوجد قانون بمنع أي موديل من الحقائب المدرسية، أما المريول والحذاء فالإدارة غالبا ما تلزم الطالبات بلون معين، وموديلات محدودة لا مبالغة فيه رغم وجود العديد من المخالفات. ولا تمانع الطالبة حواء الزاير في التزام الطالبات بما يمكن أن تطلبه المدرسة منهن من زي موحد، مشيرة إلى أنها حين كانت في المدرسة المتوسطة كان هناك موديل معين يجب أن يكون عليه المريول أو على الأقل موديل قريب منه، أما في المدرسة الثانوية فتعددت موديلات المراييل حسب الموضة، فنرى المريول الضيق والواسع والمكسر والعديد من الموديلات التي تلبسها الطالبات: «إدارة المدارس هي التي تضبط الطالبات في اللبس، فحتى لو لم يكن اللبس مخالفا للأنظمة يجب ألا يكون بموديلات فخمة ولافتة فهو مجرد مريول للمدرسة تلبسه الطالبة كلبس موحد مع الطالبات الأخريات لا للاستعراض وإظهار جديد الموديلات وآخر الصرعات في الموضة»