بدأت أعمال مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة أمس الذي نظمته الجامعة العربية ويختتم أعماله اليوم بمؤتمر صحفي يعلن فيه نتائج نقاشات لأربع جلسات مغلقة على مدار يومين. ويهدف الاجتماع إلى الخروج بوثيقتين الأولى وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور لسوريا الديمقراطية، والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الأزمة التي تشهدها سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. وحضر الاجتماع وزراء خارجية مصر والكويت والعراق، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، وزير خارجية تركيا. كما حضر ناصر القدوة ممثل كوفي أنان، وسفير المملكة أحمد القطان. وحضر 250 من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليكون المظلة الجامعة. وأكد الرئيس المصري دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري والحفاظ على وحدة سوريا. جاء ذلك في رسالة تلاها وزير الخارجية محمد كامل عمرو. وشدد أن موقف مصر يقوم على مبادئ أولها «الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية للدولة السورية وتجنب سقوطها في هوية التقسيم أو صدام طائفي إذ أن قوة الأمة في وحدة سوريا .. فوحدة سوريا خط أحمر لا يقبل المساومة». وقارن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وضع المعارضة السورية بما واجهته المعارضة العراقية في التصدي لنظام صدام حسين قائلاً: «نعرف من تجربتنا في العراق ماذا يعني التصدي لأنظمة القمع والشمولية، ونحن لم نكن مع النظام ضد المعارضة لكن نقول أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره بنفسه وبإرادته الحرة». وأعرب وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن أمله أن يخرج هذا الاجتماع بوثيقة تتفق عليها كافة قوى المعارضة السورية لتشكيل رؤية مشتركة. وحث وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد محمد العطية المجتمع الدولي على الضغط على النظام السوري لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه خلال المؤتمر والانصياع إلى إرادة الشعب السوري للحصول على حقوقه المشروعة. واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو أن ما تمر به سوريا عمل من أعمال الإرهاب ، قائلا « إن عملية التغيير ليست عملية سهلة ولابد من المثابرة والكفاح «، مؤكدا أن الكفاح خلال عام يصل إلى المعجزة. من جهة أخرى أصدرت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل والحراك الثوري المستقل بيانا حول مؤتمر المعارضة المنعقد في القاهرة وصل «الشرق» نسخة منه أعلن فيه مقاطعته ورفض المشاركة فيه، واعتبره مؤامرة ويأتي كحلقة ثانية لمؤتمر بروكسل الأخير الذي عقد قبل مؤتمر جنيف والذي انطلقت أعماله بموجب أجندة روسية إيرانية بالتعاون مع نظام القتل والإرهاب وعقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف والتي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة الأطفال. وأكد البيان على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال الحوار والتفاوض مع العصابة القاتلة بحسب تعبيره والتمسك بكل ما طالب به الشارع السوري المنتفض. وحذر البيان كل من يشارك ويعمل بشكل علني أو سري في هذه المؤامرة «بأننا لن نسكت أبداُ على التلاعب بدماء الشهداء ولن نسمح لهم بالعبث بوحدتنا الوطنية والترابية وأن يفرض على سورية أجندة ورغبات إيران وروسيا.