من نعم الله على الإنسان وبالذات صاحب القرار أن تأتي قراراته إيجابية تعكس توقعات أصحاب الشأن وتطلعاتهم كيف لا والقرارات الحكيمة التي اتخذها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تمسّ قاعدة عريضة من المواطنين وتمسّ الشأن العام في علاقة الدولة مع الرعية وفي علاقة الدولة مع الشأن الدولي ومصالحها المشتركة مع الدول الأخرى . أجزم أن كل مواطن مدرك لوضع المملكة حريص على مصلحة الوطن كانت تحدثه نفسه باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية فجاء خادم الحرمين الشريفين بحكمة القيادي المتمرّس ومن يعرف رجاله العاملين معه فانتزع هذا التوقّع بل الأمنية وترجمه إلى حقيقة . ولعل ما يميّز هذا القرار من لدن خادم الحرمين الشريفين أنه جاء سريعاً قاطعاً لكل الشكوك والإشاعات التي اعتاد البعض على التلذّذ بسماعها وترديدها في مثل هذه المواقف المفصلية . صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو يخلف فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله يدرك ثقل المسؤولية لكن ما يملكه سموه الكريم من صفات شخصية قيادية وتراكم معرفي وخبرة متعمقة في شؤون الوطن خاصة والعلاقات الدولية التي تربط المملكة بالدول الأخرى ومتابعته اللصيقة للتوجهات السياسية والإعلامية وملازمته المباشرة أخوته قادة المملكة على مدى سنين وما يتصف به من قرب وملامسة لاحتياجات أبناء الوطن تجعله بعون الله قادراً على تحمّل المسؤولية الجسيمة والكل متفائل بأنه سيكون الساعد الأيمن لقائد مسيرة الوطن خادم الحرمين الشريفين وما يطمئن أكثر أن سموه على دراية وتجربة عملية متميّزة في التعامل مع الملفات الأمنية التي تمثّل هاجس الوطن والمواطن فالوطن بما حباه الله به من نعم كبيرة وما ينعم به من أمن وأمان محسود بل مستهدف والوطن أحوج ما يكون إلى تقوية جبهته الداخلية في ظل الظروف الأمنية القلقة التي تعيشها بعض دول المنطقة. لن أتحدث عن الأمير سلمان الإنسان فالرجل غني عن التعريف ويعرفه كل من تعامل معه ومن منا لا يكبر سموه في وفائه المنقطع النظير مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله بل إنه سبّاق دائماً لمشاركة المواطنين في أحزانهم أو زيارة مريضهم أو تقديم واجب العزاء في فقيد لهم فهو قريب من المواطنين يستشعر نبض الشارع ويتفاعل معه فضلاً عن احتضانه للعديد من اللجان والجمعيات الإنسانية وهكذا تكون القيادة. أما صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز فمن يعرف سموه في تواضعه وهدوئه وعمق معرفته بالأمور الأمنية وولائه الصادق لثوابت الوطن يدرك اختيار خادم الحرمين الشريفين له، فسموه كان عضد أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وقد اكتسب الكثير من ملازمته سمو الأمير نايف، خاصة في التعامل مع الملفات الحساسة الأمنية والاجتماعية وظل سموه وفياً لمدرسة الأمير نايف كما أكد ذلك في أكثر من موقف. ولعل من شاهد سموه وهو يودّع أخاه الأمير نايف الوداع الأخير أثناء مراسم دفن الأمير نايف يدرك معنى التلاحم بينهما وأنه بفقد الأمير نايف فقد مُلهماً كبيراً. كان يبكي أخاه بحرقه، لأنه فقد عزيزاً هو أحوج ما يكون إليه لكنه حكم الله. وفقهما الله وجعلهما خير خلف لخير سلف وسدّد خطاهما مع والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خدمة لهذا الوطن وثوابته الدينية والاجتماعية.