وصف الروائي أحمد الدويحي مرحلة الثمانينيات بالمرحلة الثرية لتشكيل المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية. وأوضح أن القصة القصيرة إفراز قروي، والرواية فنٌ مديني، مشيراً إلى أن أغلب كتاب القصة القصيرة من القرى. وقال ل»الشرق» إن الرواية فن مواز للواقع، إلا أن مئات الروايات، ولا عشرات القصائد، لا تستطيع منع مذابح تحدث، ولا رفع قيود، ولا توزيع حريات وخبز، ولكن الإبداع الروائي يبتغي المتعة، ويرسم من الواقع، أو من الخيال، أو من كليهما، ما يمكن أن نتأمله ونعيد تأويله. وحول فضائه السردي، قال إن تجربته متعددة الأمكنة، ورواياته تمثّل تمرحله الكتابي، وجميعها غير مقدسة، فالسرد فن تراكمي، «ويبدو لي أن كل الأجناس الأدبية والفنية، لابد لها من تراكم، لكن في عالم السرد، التراكم ضروري جداً، والكتابة بحد ذاتها مغامرة تجريبية». وأضاف، «أزعم أني من دعاة التجريب، وخضت تجربة واسعة في هذا العالم، ولي من المناكفات، والمصادمات ما لا يحصى، وأذكر أن أحدهم قال في تقرير سري عني، إني كاتب سريالي على سبيل الوشاية، كون عالمنا العربي لا يحتمل ذلك». وأوضح أن «التجريب يشكل حياة حقيقية، ويجترح الواقع بصدق، شرطية أن تملك خصوصيتك». وعن الكتابة وأثرها عليه، بين أنها بالنسبة إليه تمثّل حالة خلاص وتحرر من قيود شبه واقعية، ومحاولة استحضار لدفن الواقع والحلم بضوء المستقبل، مؤكداً أنها، في مرحلة، كانت حالة بحث عن ذات وهوية إنسانية وفنية، وفي مرحلة تالية، أصبحت رسالة، والحشد لها واجب. وأفاد أنه وجيله ضيوف على جيل التقنية، ولابد من مداهنتهم، كون الفضاء المفتوح والتقنية، أتاحا ما لم يكن متاحاً لنا، وحتى الكتاب، كنا نتداوله سراً، ولا أخفي أني أقرأ الآن ما لم يكن متاحاً لي. وأبدى الدويحي إعجابه بالراحل عبدالله نور، كونه من رواد مرحلة التنوير، مستعيداً أبرز ملامحه المتمثلة في أنه يسهر مع عِلية القوم، ويتناول إفطاره مع عامل نظافة. فيما أبدى انزعاجه على اختفاء الدكتور سعيد السريحي بين ركام العمل الصحفي اليومي، ليغدو جزءاً من منظومة الاستهلاك.