«..أي إسلام تقصدون؟».. بهذا التساؤل ختم الدكتور سليمان الهتلان مقاله المعنون ب«العقل هو الحل» في عموده اليومي من هذه الصحيفة، العدد رقم (197)، وأحال مصدر الاستفهام إلى الناس! وكواحد من الناس يحق لي في البداية قلب الأسئلة على طريقة الأكاديميين الذين يجيدون صياغة الأسئلة ويعتقدون أنها أجوبة مفحمة.. يحق لي أن أتساءل: أي ناس تقصد؟ وأي عقل تقصد؟ وأي تجربة تريد؟.. ولأضع نقاطي على حروفي سأجيب عن تساؤله بأن الإسلام ليس نظرية فلسفية أو اجتماعية يضيع مفهومها بين المفكرين! إذا أردناه سؤالا وإجابة فهو سؤال جبريل الأمين على قلب محمد الهادي حينما تمثل له بشرا سويا بين جموع الصحب المؤمنين.. ليعي الإنسان أنه يمكن استنزال القيم السماوية العليا على الأرض بدلا من أن يدعي صعوبة تطبيقها أو تشتت مفاهيمها.. كان الجواب صراطا مستقيما من درجات الإسلام والإيمان والإحسان وشيئا من علامات الغيب والشهود.. يأتي الأعرابي الذي يريد الحق فيسأل في دقائق ما يصلح به عمره كله.. مفاهيم الإسلام الكبرى من وحدانية الرب والعدل وسواسية البشر وحقهم في الحرية كانت حقيقة ماثلة في جميع المذاهب الإسلامية ولم يكن تصوف الغزالي نقيضا لسلفية ابن القيم ولا عقلانية ابن رشد.. وفي العصر الحديث لا يجد المسلم تناقضا بين رؤية محمد فتح الله كولن التركي ولا سلمان العودة السعودي ولا محاضر محمد الماليزي ولا محمد عمارة المصري.. حتى في التطبيقات السياسية للدول التي ينتمون لها نجد أنه ورغم التباين العرقي والثقافي لايزال هناك حبل يعتصمون به ويجدون فيه «الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي».. لك التقدير أخي الأكبر سليمان.. لي فيك عرق ما!