تحدثنا في التدوينة السابقة من تدوينات “صناعة اللاعبين” عن مسار لاعب موهوب في الأندية الخليجية و مقارنته بمسار لاعب موهوب آخر في أندية عالمية عندها قدرات أفضل بكثير في صقل اللاعبين و إعدادهم عن طريق الأكاديميات المتخصصة، ثم عن قمة الأكاديميات في العالم اليوم في برشلونة، لكن من إين ولدت الفكرة؟ هناك حلقة حكاية لطيفة عن جذور هذه الثقافة. فيحكى أنه في الخمسينات كان هناك عاملة نظافة في إحدى الدول الأوروبية، والتي تنظف أروقة نادي عريق ( كان في ذلك الوقت بلا ألقاب أوروبية بعد). و كانت تشاهد الفريق و هو يتدرب و كانت دائما تقول لهم أن أميري الصغير (إبنها) سيصبح سيدكم جميعا. تحدثت هذه العاملة مع أحد المسؤولين في النادي عن إبنها الموهوب، و رضي بأن يشاهد إبنها وهو يلعب. فأعجب جدا بهذه الموهبة النادرة و قرر أن يدخله في أكاديمية أجاكس للإهتمام به. هذا اللاعب أصبح فيما بعد ملك الكرة بعد بيليه، و أطلقت عليه الكثير من الألقاب الساحرة و قاد هذا النادي لثلاثة ألقاب أوروبية و حصل على لقب أفضل لاعب في أوروبا ثلاثة مرات. ذلك الفريق هو أجاكس أمستردام و ذلك النجم هو يوهان كرويف. يبدو أن الطريق الذي سلكه كرويف جعله يؤمن جداً بأهمية الإهتمام باللاعبين الناشئين، و في آخر أيام كرويف في أجاكس كان هناك فتى موهوب عمره 17 عاما دعمه كرويف شخصياً، ذلك اللاعب هو ماركو فان باستن. ففي إحدى مباريات كرويف عام 1982 أشار إلى المدرب بأن يخرجه من الملعب و يستبدله بماركو، و كأنه يقول للجميع بأنه سلم الراية لماركو. يقول ماركو أن تلك المباراة كانت دافعا قوياً جدا له فيما بعد و هو الذي حقق لقب أفضل لاعب في أوروبا لثلاثة سنوات أخرى أيضا. أكاديمية أجاكس تعتبر الأفضل عالمياً حتى وقت قريب و هي التي أخرجت أيضا دينيس بيركامب و فرانك ريكارد مدرب منتخبنا الوطني وكلايفيرت و العديد جدا من الأسامي اللامعة في العقدين الأخيرين. كرويف كان قد أحترف في برشلونة في السبعينات و خلال إحترافه أقنع رئيس النادي آنذاك نونيز بضرورة بناء أكاديمية تجهز قاعدة قوية للمستقبل. أفتتحت تلك الأكاديمية عام 1979 و كان من أول خريجيها لاعب تكتيكي مهم أصبح فيما بعد من لاعبي برشلونة و المنتخب القومي أسمه جوزيب جارديولا. ما أردت إيصاله في تلك التدوينات البسيطة أن أحد الكلمات السحرية اليوم في عالم كرة القدم الأكاديميات الكروية المحترفة و المجهزة على مستوى عالي جدا، فهي التي تستطيع نقل مستوى كرة القدم في نادي أو بلد ما من مستوى إلى مستوى آخر تماما. أما الآن فأترككم مع بعض اللقطات الساحرة للخريج الأهم من أكاديمية أجاكس و صاحب فكرة أكاديمية البرشا:: اجاكس | برشلونة | كرويف