منحت الحكومة الاردنية، طياراً حربياً سورياً هبط بطائرته في إحدى قواعد سلاح الجو الملكي صباح امس حق اللجوء السياسي بناء على طلبه. واعلن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة دخول طائرة سورية من طراز «ميغ 21» الى الاجواء الاردنية ما لبثت ان هبطت بسلام في احدى قواعد سلاح الجو وطلب قائدها على الفور منحه اللجوء. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة ل»الحياة»: «وقع الحادث الساعة الحادية عشرة الا ربعاً صباحاً والحكومة درست طلبه، وهي غير ملزمة بالرد خلال فترة محددة وهناك قوانين وأعراف تحكم هذه الواقعة». وأكدت عناصر في المعارضة السورية انها كانت على علم بانشقاق الطيار وانها تابعته اولاً بأول الى حين هبوطه في قاعدة الملك حسين الجوية في مدينة المفرق القريبة من الحدود السورية. وقال المعارض السوري محمد عناد سليمان المقيم في الاردن ان «الطيار العقيد حسن مرعي حمادة من ادلب انشق عن النظام السوري وهبط بطائرته الحربية في قاعدة المفرق، وعندما نزل من طائرته نزع رتبه العسكرية عن كتفيه وصلى ركعتين قبل ان يسلّم نفسه الى الامن العسكري الاردني». واكد المعارض السوري ان الطائرة لم تكن تحمل عتاداً حربياً. وقالت مصادر المعارضة السورية في عمان ان الطائرة قدمت من مطار خلخلة الحربي في محافظة السويداء التي تبعد 60 دقيقة عن دمشق، ولم يستغرق الطيار سوى ست دقائق للوصول الى القاعدة العسكرية الاردنية. وفي عمان أكد مسؤول أردني ان الطائرة اطلقت «نداء اغاثة» فور دخولها الأجواء الاردنية، وعند هبوط الطائرة وإعلان الطيار طلب اللجوء السياسي تم التحفظ عنه لدى الاستخبارات العسكرية التي عادة ما تجري تحقيقاً موسعاً لمعرفة دواعي الطلب وفي حال التأكد منه سيتم إبلاغ المفوضية العليا لللاجئين. واستغرب المحللون العسكريون الاردنيون الحادث وعدم ملاحقة الطائرات السورية للطائرة المنشقة وعدم استخدام الدفاعات الجوية والصواريخ في اسقاطها الا ان قرب المسافة التي لم تستغرق اكثر من 4 دقائق تحليق في الاجواء السورية منع اي اجراء سوري ضدها. وسبق لطيار سوري في الثمانينات (النقيب مأمون النقار) ان هبط بطائرته الحربية في الاراضي الاردنية وطلب حق اللجوء السياسي. وفي هذه الحالة عادة ما يتم قبول طلب اللجوء وإعادة الطائرة الى السلطات السورية. وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله امس ان «الاتصال فقد مع طائرة «ميغ-21 كانت في طلعة تدريبية». واضاف المصدر ان «الطائرة التي كان يقودها العقيد الطيار حسن مرعي حمادة كانت بالقرب من الحدود الجنوبية لسورية قبل فقدان الاتصال بها في تمام الساعة 10.34 قبل ظهر امس». وفي وقت لاحق قالت وزارة الدفاع السورية «ان الطيار الفار الى الأردن خائن وتتواصل الجهود مع عمان لاستعادة الطائرة».