أرجعت مصادر مطلعة قريبة من المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين في مصر تأخر إعلان اسم المرشح الرئاسي الفائز في الانتخابات الرئاسية المصرية إلى إجراء مفاوضات بين الطرفين بدأت منذ الثلاثاء الماضي وحتى الأمس تتركز حول عقد اتفاق بينهما يسلم بموجبه المجلس العسكري الرئاسة لمرشح الجماعة محمد مرسي، المتقدم وفق النتائج شبه الرسمية، مقابل موافقة جماعة الإخوان على رفع يدها عن الحقائب الوزارية السيادية الثلاث الدفاع و الداخلية والعدل والتباحث حول أسماء مستقلة قادرة على تولي مسؤوليتها. وأكدت المصادر ل «الشرق» أن هذه المباحثات ترجمها لقاءٌ حضره عن الجيش المشير محمد حسين طنطاوي وعن الإخوان مرشدهم العام محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وذكرت المصادر أن اللقاء الذي تم بطلب من المجلس العسكري وتطرق أيضا إلى عدم المس بسلطة الجيش أو الامتيازات الممنوحة له بحيث تحتفظ المؤسسة العسكرية بوضعها الخاص. وبيَّنت المصادر أن الاجتماع تطرق إلى مستقبل الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وأوضحت المصادر أن المجلس العسكري تعمد تأجيل الإعلان عن فوز محمد مرسي – سيتم إعلانه اليوم- لحين ترتيب الأوراق مع الإخوان وحسم كل القضايا العالقة بين الطرفين. واعتبرت المصادر أن التظاهرات التي تتم في ميدان التحرير وسيلة ضغط يمارسها الإخوان ضد المجلس العسكري الذي يهدد بدوره الجماعة في حال عدم التجاوب مع مطالبه بالإعلان رسميا عن فوز أحمد شفيق بسباق الرئاسة بنسبة لن تزيد عن 50.7%. وبحسب المصادر، فإن المجلس العسكري برر للإخوان مطالبه تلك بتعرضه لضغوط خارجية للحفاظ على توازنات في السلطة كي لا ينفرد بها فصيل واحد، كما تعهد حال الاتفاق على جميع الملفات بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي ترفضه القوى الثورية المختلفة في مصر، و كذلك إلغاء قرار منح الشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية، إضافةً إلى إيجاد صيغة قانونية من محكمة القضاء الإداري المصرية تتيح إعادة انتخابات البرلمان على المقاعد الفردية فقط والتراجع عن حل المجلس بالكامل. مصر تعرف رئيسها اليوم.. والإخوان: احتفالنا بفوز «مرسي» سيكون رمزياً القاهرة – جمال إسماعيل واصل آلاف المتظاهرين من القوى السياسية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، أمس احتشادهم في ميدان التحرير وسط القاهرة رفضاً للإعلان الدستوري المكمِّل وقرار منح الشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية، محذرين من التصعيد حال توجيه نتيجة جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية للمرشح أحمد شفيق منافس القيادي الإخواني محمد مرسي. وشدد المشاركون في التظاهرات، ومعظمهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، على أن الثورة مستمرة و لا تزال في الميدان، وأن ما يعنيهم هو تحقيق مطالب الثورة وليس فوز محمد مرسي بالانتخابات، غير أنهم اعتبروه القادر على إحداث التغيير وتحقيق أهداف الثورة. وفي سياقٍ متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم الحملة الرئاسية لمحمد مرسي، ياسر علي، أن احتفال «مرسي» بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية سيكون «رمزيا»، موضحا أن هناك أموراً أساسية تتمسك بها الحملة وهي المطالب التي ترفعها جميع القوى الوطنية والثورية، وفي مقدمتها رفض الإعلان الدستوري المكمل والضبطية القضائية وحل البرلمان. وأوضح «علي» أن الحملة انتهت من وضع الأفكار الرئيسة للخطاب أو الكلمة التي سيوجهها «مرسي» للأمة عقب إعلان فوزه بالانتخابات. من ناحية أخرى، أكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، المستشار فاروق سلطان، أنه سيتم إعلان النتائج الرسمية لانتخابات الإعادة في الثالثة من عصر اليوم.