تدرس القمة الأوروبية المرتقبة التي تنطلق اليوم الخميس في بروكسل، خطة فرنسية ألمانية لفرض عقوبات إلزامية على دول منطقة اليورو التي تتجاوز مستويات العجز المحددة، للحيلولة دون خروج أزمة الديون المستمرة منذ عامين عن نطاق السيطرة. ويصر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل من خلال هذه الخطة، على الحاجة إلى تعديل المعاهدة، وأنهما سوف يدفعان في اتجاه تبني معاهدة جديدة لدول منطقة اليورو، إذا لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاقية للاتحاد الأوروبي ككل. ومن المقرر أن تتركز مناقشات قادة دول الاتحاد، وعددها 27 دولة، على تقرير حول التغييرات المحتملة لمعاهدة الاتحاد الأوروبي بهدف فرض قواعد أقوى لضبط ميزانيات الدول الأعضاء في منطقة اليورو، وهي التغييرات التي دعا إليها رومبوي في القمة الأوروبية السابقة في أكتوبر الماضي.وبينما تضغط أمريكا من أجل حل أزمة اليورو، وتهدد وكالات التصنيف الائتماني بخفض تصنيف 15 دولة أوروبية ، تحبس الأسواق أنفاسها قبيل قمة الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر أمس، إن لديه ثقة كبيرة في الجهود التي تبذلها فرنساوألمانيا لتعزيز الحوكمة المالية في منطقة اليورو، عن طريق تغييرات مقترحة في معاهدة الاتحاد الأوروبي ستعرض على القمة الأوروبية.وأضاف جايتنر للصحفيين بعد اجتماعه مع وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان أمس، «لدي ثقة كبيرة فيما يقوم به رئيس فرنسا والوزير وعملهما مع ألمانيا لبناء أوروبا أكثر قوة».وتوقع وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله،أن تبعث القمة الأوروبية المزمع عقدها على مدي يومين، بإشارة لاستقرار منطقة اليورو التي تضم17 دولة. وأعرب عن تفاؤله بأن هذه القمة ستتخذ القرارات الضرورية لاستعادة ثقة الأسواق في منطقة اليورو برمتها، مشيرا إلى ضرورة تكوين اتحاد مالي إلى جانب الاتحاد النقدي.إلى ذلك، طالبت المفوضية الأوروبية قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة خروج قمتهم بالاتفاق على التطبيق الكامل لخطة إنقاذ منطقة اليورو من أزمتها المالية. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، في خطاب الدعوة للقمة الموجهة إلى قادة الاتحاد»خلال الشهور القليلة الماضية اتخذنا قرارات مهمة لتعزيز حوكمتنا الاقتصادية، والآن حان وقت التطبيق الكامل لهذه القرارات، هذه هي الإشارة التي علينا إرسالها في ختام اجتماعاتنا».وأضاف رومبوي أن القمة ستناقش ملف سياسة الطاقة للاتحاد الأوروبي وتوقيع اتفاقية فتح باب انضمام كرواتيا إلى الاتحاد، وبحث احتمالات ضم الجبل الأسود وصربيا إلى جانب طلب بلغاريا ورومانيا الانضمام إلى منطقة التأشيرة الأوروبية الموحدة (شينغن)، والملف النووي الإيراني. من جهة أخرى، استأنفت الأسهم الأوروبية الاتجاه الصعودي الذي شهدته في الآونة الأخيرة أمس، لتضيف إليها مكاسب تجاوزت 11 في المائة منذ أواخر نوفمبر.وبحلول الساعة 0802 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأهم الأسهم الأوروبية واحدا في المائة إلى 999.64 نقطة. ونزل المؤشر 0.4 في المائة وسط تعاملات ضعيفة ولايزال منخفضا نحو 11 بالمئة عند مستواه في بداية العام.وقال المسؤول في هارجريفز لانسدا ون كيث بوما، أمس إن المستثمرين يعلقون آمالا كبيرة على قمة بروكسل، مضيفا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لمحاولة تفادي إجراء استفتاء في كل دولة من دول المنطقة على حدة ولكن هذا الاحتمال يظل قائما وقد يمثل بعض المعوقات.وتصدرت الاتجاه الصعودي أسهم البنوك وللعديد منها تعرض كبير لديون دول أطراف منطقة اليورو وتضررت كثيرا العام الحالي. وارتفع مؤشر القطاع 1.7 في المائة بينما صعد سهم بي.ان.بي باريبا 4.1 في المائة.