قالت مصادر مطلعة في اليمن إن الرئيس عبدربه منصور هادي أكد لقائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى الفريق جيمس ماتيس، الذي زار صنعاء مؤخراً، أنه لولا الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لبلاده لما استطاعت الحكومة اليمنية مواجهة تنظيم القاعدة خلال هذه المرحلة خصوصاً في ظل عجزها عن توفير الوقود للآليات العسكرية. وطالب الرئيس اليمني، خلال لقائه ماتيس، المجتمع الدولي وبالتحديد واشنطن والاتحاد الأوروبي بدفع ثمن حرب اليمن على الإرهاب، داعياً هذه الجهات إلى تقديم مساعدات عاجلة لانتشال اليمن من كارثة إنسانية تعصف به، ومعتبرا أن بلاده تواجه مخاطر كارثية بسبب الأزمة الاقتصادية. وأبلغ هادي المسؤول العسكري الأمريكي أن المسألة الاقتصادية هي في طليعة الهموم التي تواجه اليمن حاليا بسبب الأزمات التي مرت بها، مضيفا أن ستة ملايين شاب من خريجي الجامعات والمعاهد بحاجة إلى منافذ عمل تحول دون انزلاقهم إلى مستنقع الإرهاب والعنف. وأكد هادي أن الفقر والتدني الاقتصادي يمثل ما يزيد عن 70 % من المشكلة اليمنية، وبيَّن أن تنظيم القاعدة الإرهابي وجد في هذا الحال مرتعا خصبا لإغواء وتجنيد الشباب من الفئات العمرية العشرينية وما فوقها والسبب الأول في ذلك يعود للجانب الاقتصادي والبطالة وعدم وجود بنية اقتصادية قادرة على استيعاب المواطنين في الوظائف والعمل. وطالب هادي المسؤول الأمريكي بمساعدات دولية عاجلة، وقال إن على واشنطن أن تنسق مع المجتمع الدولي من أجل الخروج ببلاده من هذه المتاعب. وأشار هادي في حديثه مع المسؤول الأمريكي، الذي يشرف على عمليات بلاده في اليمن ضد القاعدة، إلى أن اليمن غير قادر على الاستمرار لوحده في دفع فاتورة مواجهة خطر الإرهاب «كون القاعدة تنظيما عالميا وليس يمنيا ووجوده في اليمن لا يعني أن تتحمل بلاده تبعات حربها عليه منفردة». وأشارت المصادر إلى أن المسؤول الأمريكي وعد هادي برفع طلبه إلى الدوائر الأمريكية المختصة للعمل بصورة سريعة. وبالفعل لقيت دعوة هادي استجابة أمريكية سريعة، حيث أوفدت واشنطن مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية راجيف شاه إلى صنعاء لبحث احتياجات اليمن والتنسيق لحشد دعم دولي لمساعدته. بدوره، استعرض هادي خلال لقائه مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خسائر اليمن من الحرب التي يخوضها الجيش ضد عناصر القاعدة في محافظة أبين الجنوبية وغيرها من المناطق. ودعا هادي إلى مساعدة اليمن لمواجهة هذه التحديات التي تضاف إلى أعبائه المتعددة وفي جوانب مختلفة مثل قضايا النازحين المحليين الذين قد يصل عددهم إلى نصف مليون نازح، بالإضافة إلى أكثر من مليون ومائتي ألف نازح من القرن الإفريقي وما خلَّفته الأزمة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية بكل جوانبها وصورها.من جانبه، أعلن المسؤول الأمريكي عن إضافة في حجم المساعدة لليمن بقيمة 52 مليون دولار لتصل هذا العام إلى 175 مليون دولار. وفي السياق ذاته، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الخميس عن تنظيم حملة وطنية كبرى لجمع التبرعات من أجل اليمن، وذلك يوم الجمعة الأخيرة من شهر يونيو. وستنظم الحملة بالاشتراك بين هيئة الهلال الأحمر ومؤسستي خليفة بن زايد ومحمد بن راشد الإنسانيتين، بهدف «دعم ومساندة الأوضاع الإنسانية في اليمن بالتنسيق مع كافة المؤسسات الإعلامية بالدولة» حسب الإعلان الرسمي الإماراتي.