تنقلت تسنيم آل شبر في دراستها بعد الثانوية العامة من تخصص إلى آخر، وابتدأت بطب الأسنان في عجمان، ثم الاقتصاد في الرياض، وأخيرا استقربها الحال في «ساوثفيلد» بولاية متشيغن الأمريكية، وتعتبر متشيغن من الولايات الصناعية والمتنوعة الأعراق والأجناس، ابتعثت لدراسة بكالوريوس المحاسبة وبعد دراسة اللغة وافقت الملحقية على تغييرالتخصص إلى تقنية المعلومات ومن ثم دراسة الماجستير في نظم المعلومات.وتؤكد أن دورات اللغة الانجليزية التي درستها هناك ومشاهدة الأفلام كانت عاملا مساعدا في شرح ما تحتاج إليه، ولكن تعلم اللغة ليس بالسهولة التي يتوقعها الناس، فهي تختلف وتتطور حسب تغير الأحداث الاجتماعية والسياسية، حتى الأمثال المستخدمة للشعب تتغير. وتعلم اللغة يحتاج إلى خبرة بحضارة الشعب ومخالطته، طالما أن المبتعثين في بلد تختلف لغته عن لغتهم الأم سيظلون في حالة تعلم لغوي.وأشارت أن دولة أمريكا من الدول المتقدمة بلدا وشعبا لكنها ليست بالمثالية التي يراها مُشاهدي الأفلام الأمريكية.حيث يسعى المسؤولون فيها جاهدين لتطويرها، فعلى سبيل المثال ولاية متشيغن من الولايات الباردة جدا يسقط الثلج فيها باستمرار وتكتسي الشوارع بالبياض، وإذابة الثلوج تحتاج إلى نثر الملح عليها والنتيجة النهائية شوارع غير مستوية، ورغم جهود المسؤولين فيها لإصلاح الشوارع في مدة قصيرة إلا أنها ترى أن شوارع السعودية أفضل.وقالت أن هناك عدة عادات أعجبتها وأولها احترام وجهات النظر المختلفة، وتطبيق مبدأ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فالطرف الآخر لا ينتظر أن تقتنع برأيه، ولكنه يشاركك رؤيته. والأهم من ذلك احترامهم للنظام، حيث يصطف الجميع في انتظار دوره في الأماكن العامة في الأسواق أوالحمامات والدوائر الحكومية، كما أن الجميع يطبقون النظام الموحد ولا يفكر أحد بتجاوز من قبله لينجز مهامه بوقت أسرع.وعن الصعوبات التي واجهتها في بداية دراستها هناك أشارت أنها لا تتجاوز الاختلاف في العادات الدراسية، ونظام الدراسة في السعودية هو (الطالب مسؤول عن حل مشاكله الدراسية) والنظام هنا (مدرس المادة موجود لخدمتك)، وتغيير التفكير النمطي الذي اعتدته احتاج لوقت طويل. ومن الأخطاء التي وقعت بها بداية ابتعاثها عدم الإلمام بالخدمات المتوفرة من الملحقية للمبتعثين، وتخطت هذه المشكلة بتوطيد علاقتها بمبتعثين من بلدها في المنطقة التي تدرس بها؛ لإخبارها بالمستجدات وتطوير أساليب تلقي المعلومات ومصادرها، مبينة أنها تعاني البعد عن الأهل والأصدقاء، والشعور بالعجز عن مساندة أحبائها ومشاركتهم ما يمرون به.وتقول «تغيرت شخصيتي كثيرا إيجابا وسلبا، وعلمتني الغربة التفكير بأساس الأشياء والنظر في محاورها دون العمل بما هو مفترض، وبعدي عن أهلي جعلني أرى المشاكلات العائلية بطريقة حيادية. لا أشعر بالغربة عند زيارتي للبلد، لأني باقية على اتصال مستمر معهم وأعرف مستجداتهم، لكنني أتحسر على عدم وجودي بينهم»، وذكرت أنه من أصعب المواقف التي واجهتها دخول والدتها المستشفى لإجراء عملية جراحية.وأوضحت أنه عند الحاجة للطعام فإنها قد تعتمد على ساندويتش من أي مطعم لكي تستطيع إنهاء متطلبات الجامعة، أما تنظيف غرفتها فقد تهمله أحيانا لأنها لا تملك الوقت الكافي. وتؤكد آل شبر أنها تطمح إلى تطوير مكان عملها المستقبلي. وتقول لكل مبتعث»لتتأقلم على الحياة في البلد الجديد ابحث عن إيجابياته ولكن لا تنسى إيجابيات البلد الذي أتيت منه ولا تقلل من شأنه، ولا تتعالى على من لم تسمح لهم الفرص بالابتعاث، تعلم كل شيء قد تنتفع به أو تنفع به من يحتاجه».ولأهالي المبتعثين تقول»لا تعزلوا أولادكم وبناتكم عن حياتكم اليومية اعلموهم بالأحداث المهمة في حياتكم وذكروهم بأهميتهم لديكم».