المتابع للمجتمع السعودي بأدق تفاصيله، حتماً سيلمس وجود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مشاهد عدة، من أهمها تعامل الأمير سلمان مع جميع أطياف المجتمع السعودي على مسافةٍ واحدة، دون تمييز بين مُتعلمٍ أو غير ذلك، ودون مراعاةٍ لأي وصفٍ أو وضع اجتماعي أو طبقي. الأمير سلمان بن عبدالعزيز المعروف داخل الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية ب «أبو الأسرة»، يضطلعُ بمهام عدة بالإضافة إلى مهامه الرسمية في السابق كأميرٍ للرياض على مدى 55 عاما، أبرزها، حرصه على لقاء واستقبال صاحب الحاجة، من عموم مناطق المملكة، وليس العاصمة فحسب، من خلال مجلسٍِ أسبوعي، لا ينقطع في حال وجوده داخل المملكة، يلتقي فيه صاحب الحاجة، دون تمييز في مستوى أو مرتبةٍ أو وضعٍ اجتماعي. ومع المسؤوليات الجسام التي يتولاها ولي العهد، يولي التاريخ السعودي موقعاً هاماً في نفسه، كونه يُدير أكبر مؤسسة أو جهةٍ تاريخية في الوطن العربي، ألا وهي دارة الملك عبدالعزيز، المعنية بالتاريخ السعودي المعاصر والحديث، ومن هذا المنطلق، يُصنّف أو يوصف ب «مؤرخ» البيت السعودي. وعُرف عن الأمير سلمان أنه «مُتعدد الكفاءات» استطاع تحويل العاصمة الرياض، إلى أكبر عواصم الوطن العربي، من خلال عملٍ دؤوب قضاه في إمارة الرياض لأكثر من خمسة عقود مُتتالية قُبيل توليه حقيبة الدفاع في ال5 من نوفمبر من العام 2011، بعد وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله. وللأمير سلمان، مواقف لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها، منها مرافقته شقيقه الأكبر الأمير سلطان في رحلته العلاجية، على مدى عام أو يزيد عن ذلك، حيث جسد في ذلك علامةً بارزةً في الوفاء، يحفظها له كل السعوديين بكافة أطيافهم. ويُعرف عن الأمير سلمان حبه وحرصه على عمل الخير، وهو يترأس عديداً من الجمعيات الخيرية، كجمعية «إنسان» المُهتمة برعاية الأيتام، التي تُعدُ علامةً بارزة في العمل الخيري على مستوى الوطن العربي، بالإضافة إلى مراكز عدة تُعنى بالعلاج من بعض الأمراض المستعصية، كأمراض الكلى من خلال جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، التي تعتبر رائداً تنموياً في مواجهة هذا المرض. ويتصف الأمير سلمان بن عبدالعزيز بدقته ومتابعته لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، ويحرص على تصحيح كثيرٍ من المعلومات بصرف النظر عن حجمها لأي إعلاميٍ سعودي. ويمتاز بخبرته الكبيرة في إدارة الحكم المحلي. ومثّل الأمير سلمان الذي عرف عنه تمثيله المملكة في عديد ٍ من المحافل الدولية، على مدى خمسة عقود ٍ، وأشرف عام 1973 على اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر، وتولى في العام عينه ملف إغاثة منكوبي باكستان، بعد أن خاضت حرباً طاحنةً مع جارتها الهند. وعلى المستوى الخليجي، تولى الأمير سلمان في العام 1990، إدارة إيواء ومساعدة الكويتيين، إثر الغزو العراقي إبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين لدولة الكويت، لذلك فإن للأمير سلمان بن عبدالعزيز موقعاً خاصاً في نفوس الكويتيين وبخاصة منذ تلك الأزمة. والحديث عن شخصيةٍ كالأمير سلمان يطول، ويزداد أهميةً، وكان تعيينه ولياً للعهد مُنتظراً من جميع أطياف المجتمع السعودي، بعد رحيل شقيقه، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله – السبت الماضي.