حزنت الساحة المحلية والعربية يوم أمس لغياب ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ذلك الرجل الذي ساهم في الحفاظ الأمني والاستراتيجي على المملكة والخليج والمنطقة العربية. وكان للأمير نايف دور استراتيجي في محاربة الفكر الضال يتمثل في أن (الأمن الشامل شراكة بين المواطن والمؤسسات الأمنية)، وساهم بذلك من خلال تأسيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي كان يترأس مجلس إدارتها، ومن خلالها تم عقد مؤتمرات فكرية وإنتاج ما يزيد على 400 بحث وكتاب أسهمت جميعها في نشر الفكر وأسست لدور المواطن في الحفاظ على استراتيجية الأمن الداخلي، وأعطته دورا حقيقيا في الحفاظ على هذا المنهج. لقد كان للأمير نايف دور واضح وملموس على مستوى تطوير الحس الوطني لدى المواطن واهتمامه بإنشاء الكراسي البحثية في الجامعات السعودية والعربية والعالمية، التي تهتم بالسنة النبوية وكذلك بالشراكة الأمنية بين المواطن والمؤسسة الأمنية. كما كان دوره واضحا في بناء استراتيجية فكرية لمحاربة الإرهاب وقد استطاع بحكمته خلال الفترة الماضية من خلال برنامج المناصحة أن يصحح أفكار الذين غرر بهم من خلال التيارات المتطرفة في الفكر الديني. وكان سموه داعماً لحركة الشباب في نهضتهم وتعليمهم من خلال رعايته للمؤتمرات الفكرية في الجامعات السعودية، وكذلك جائزة السنة النبوية وجائزة تحفيظ القرآن، فقد كان يهتم كثيراً بأن ينتشر الفكر الديني المتسامح بين أبناء الوطن، رحم الله فقيد الأمة العربية والإسلامية.