اتهم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، ما سماها «الدول التي تتدخل في أزمة سوريا» بالتدخل أيضا في الشؤون الداخلية لبلاده بغرض ضرب استقراره، فيما أكد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، في مؤتمر صحفي أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أهمية أن يكون للعراق دوره في أي تجمع دولي بشأن الوضع في سوريا. في سياقٍ متصل، علمت «الشرق» أن دول إيرانوروسيا والعراق وبعض دول المغرب العربي لاسيما الجزائر تسعى لتشكيل جبهة ضد الجهود الدولية الرامية إلى إسقاط نظام بشار الأسد. وقالت مصادر سياسية مطلعة أن دور العراق في هذه الجبهة يتمثل في دعم النظام السوري اقتصادياً من خلال إعادة استيراد الخضراوات منه والعمل على إيقاف تدفق الأسلحة الخفيفة إلى داخل الأراضي السورية عبر منافذ تهريب حدودية معروفة، وبيَّنت المصادر أن هذا التعاون من قِبَل العراق مع نظام الأسد هو ما أدى إلى مداهمة القوات السورية مدينة دير الزور قبل يومين بحثا عن مهربي الأسلحة العراقيين. مطالبات بطرد سفير دمشق في المقابل، اعتبر الأمين العام لتجمع «داعمون للتغيير»، محمد الأفندي، أن المجازر الوحشية اليومية التي يرتكبها النظام السوري بحق الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء شعبه تستوجب وقفة جادة من قِبَل شعوب المنطقة لإيقاف ماكينة الموت التي تحصي أرواح الآلاف من أبناء الشعب السوري العزّل. ودعا الأفندي في بيانه الكتل السياسية العراقية إلى «ألا تنسى حينما كان صدام يرتكب مجازر شبيهة بمجازر النظام السوري تجاه الشعب العراقي»، محذراً من «وقوع الحكومة العراقية في حرج حال نجاح الثورة السورية والإطاحة بالأسد». وشدد على «ضرورة تعامل العراق مع القضايا العربية المصيرية من منطلق إنساني بعيدا عن النظرة الطائفية الضيقة»، مبديا استغرابه من «تأييد بعض الساسة العراقيين للتظاهرات في دول عربية ومعاداتهم للثورة السورية في نفس التوقيت، رغم أن الحكومة العراقية الحالية سبق وأن اتهمت النظام السوري بتنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي العراقية. واعتبر الأفندي أن الواجب الإنساني والأخلاقي يحتم على دول المنطقة دعم ومساندة الشعب السوري في ثورته، مطالباً الحكومة العراقية بطرد السفير السوري من العراق. المالكي: نؤيد حوارا وطنيا بسوريا لكن رئيس الوزراء نوري المالكي كانت له مواقف مغايرة لما دعا إليه تجمع «داعمون للتغيير»، حيث اعتبر أن «تدخل بعض الدول في الشأن الداخلي السوري عبر دعم المسلحين بالأموال والأسلحة بشكل واضح وصريح هو المسؤول عن الدم الذي يجري في سوريا الآن». وقال المالكي، في حديثٍ لقناة الميادين التي تُبَث من لبنان، إن الدول التي تتدخل في سوريا تتدخل أيضا في الشؤون العراقية الداخلية بهدف ضرب استقرار العراق من خلال صرف الأموال وتنظيم الاجتماعات، مبينا «أن سوريا دولة محورية والوضع فيها يؤثر على الوضع في المنطقة ككل، والعراق يدعم الحوار وجلوس الأطراف كافة إلى طاولة الحوار». زيباري يطالب بدور للعراق وفي ذات الإطار، طالب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس بضرورة أن يكون العراق طرفا في أي تجمع دولي بشأن الوضع في سوريا، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا توجد إرادة دولية للتدخل العسكري في سوريا. وقال زيباري، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة الروسية موسكو مع نظيره الروسي، إن «العراق يجب أن يكون طرفاً في أي تجمع دولي بشأن الوضع السوري». وذكَّر أن «القمة العربية التي عُقِدَت في بغداد خلال مارس الماضي دعمت خطة كوفي عنان لإحلال الأمن والاستقرار في سوريا»، محذرا من أن «ما يحدث في سوريا يؤثر على العراق ودول المنطقة». من جانبه، أشاد سيرغي لافروف بالدور العراقي في الأزمة السورية، وقال خلال المؤتمر إن «العراق يلعب دوراً مباشراً على الساحة الدولية فيما يتعلق بجهود حل الأزمة السورية، خصوصاً أنه بلد جار». وأكد لافروف أنه «لا توجد إرادة دولية بشأن التدخل العسكري في سوريا»، وأوضح أن «روسيا تعول على أن الولاياتالمتحدة لن تتخذ إجراءات بشأن سوريا من دون تخويل من مجلس الأمن»، مضيفا في هذا الصدد «مجلس الأمن الدولي لا يقبل بتغيير أنظمة ونحن كذلك».