يُثار بين الحين والآخر سواء إعلاميا أو في الميادين العلمية العالمية أن بعض الأغذية خاصة رقائق البطاطس “الشيبس” تحتاج لإعادة النظر في خطورة تركيبها من جديد، فتقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) والمركز العلمي للمصلحة العامة الأمريكي (CSPI) تؤكد على الأضرار الصحية الجسيمة لرقائق البطاطس خاصة عند تعرضها للقلي تحت درجات حرارة عالية تخلق مركبات سامة. وقد أثبتت عدة دراسات أجريت على فئران التجارب أن مركب الاكريمليد السام يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وتكوين خلايا سرطانية إضافة إلى الضرر بالأعصاب الطرفية، فنسبة هذا المركب في رقائق البطاطس كفيلة بإصابة على الأقل فرد من بين كل ألف شخص. وعلى الرغم من ردود الفعل الرافضة لهذه الدراسات إلا أن نسبة الوفيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2000 مثلا بسبب الوجبات السريعة والخمول تتجاوز 16.6% من إجمالي الوفيات، وهو سبب يجعل من دراسات(CSPI) محل اهتمام جمعيات ومراكز المستهلك العالمية. والمشكلة الثانية لرقائق البطاطس هي عملية هدرجة الزيوت النباتية المستخدمة في قلي البطاطس وهي عملية كيميائية تنتج عند مرور الزيوت النباتية في الماكينة تحت درجات حرارة عالية. وهذا الأمر يعمل على ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم وتصلب الشرايين وأمراض القلب المختلفة. كما أن قليها في زيوت نباتية تحت درجات حرارة عالية يجعل منها وجبة عديمة الفائدة لذلك. ولهذا فإن المركز العلمي للمصلحة العامة الأمريكي(CSPI) يدعو إلى منع وجود رقائق البطاطس في المدارس حرصا على صحة الأطفال وإبدالها بأطعمة غنية بالقيمة الغذائية، أما الاقتراح الثاني للمركز ويشاركه فيه منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) هو لصق بطاقة أو الكتابة على أكياس الرقائق أن بها مركب الاكريماليد السام وأنه قد يؤدي إلى السرطان. السؤال الآن… هل جهاتنا المختصة بالأغذية والمواصفات تتابع ما يحدث عالمياً من دراسات وأبحاث وتوصيات أولا بأول، أم إننا نعيش دور المتفرج؟