أكد مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل أنه ليس هناك أزمة مالية تعيشها الجمعية، ولكن هناك رغبة في تطوير الجمعية، من فتح فروع جديدة، ودعم للنشاطات والفعاليات التي تقيمها. وقال ل»الشرق»: طلبنا رفع الإعانة السنوية للجمعية، وتخصيص مبالغ لفتح فروع جديدة، ومبالغ أخرى لبناء مقرات دائمة من خلال أراض ممنوحة من الدولة، وهذه مطالب مشروعة، وفي سياقها الطبيعي، ولا تشكل أزمة. وأضاف «عانينا من استمرار مبلغ الإعانة لفترة طويلة دون زيادته، ورغم ذلك نحن مستمرون في إقامة فعالياتنا وأنشطتنا»، ودفع مرتبات ومكافآت بانتظام، ولا يوجد ما يعيق عملنا، موضحاً أن الفروع تعمل، والفعاليات لم تتوقف، وكل الأمور تسير بشكل طبيعي، وليس هناك أزمة مالية خانقة «إن كنا نحتاج إلى زيادة الدعم». الميزانية السنوية عبدالعزيز السماعيل وأوضح أن الميزانية السنوية المخصصة للجمعية هي دعم إعانة، ومقدارها 13 مليون ريال، تتوزع على 16 فرعاً بنسب متفاوتة، وبفروقات نسبية وبسيطة، حسب حجم المدينة، أو الكثافة السكانية، والنشاطات والفعاليات، ولكن في النهاية هي فروقات بسيطة، وهي دون شك قليلة جداً. وأكد أن للتطور ومواكبة الزمن لابد من وجود دعم مالي يتناسب مع التغيير، من خلال فروع جديدة، ومقرات خاصة، ونشاطات مميزة، ومنح مكافآت جيدة، ومرتبات مناسبة، لمن يعمل في الجمعية على الأقل، وكل هذه الأمور تحتاج إلى الدعم المالي. وقال إن الجمعية تسعى للبحث عن موارد أخرى، مثل التبرعات، ولكنها لم تحصل إلا على دعم محدود، متمنياً أن يكون حال الجمعية مثل حال الأندية الرياضية، بأن يكون لها أعضاء شرف داعمين، موضحاً أن هذا الأمر غير ممكن في الوقت الحالي، نظراً لأن نظام الجمعية مختلف عن نظام الأندية، فهذا الأمر يحتاج إلى انتخابات وجمعية عمومية. وسنسعى لهذه الخطوة. وختم تصريحه قائلاً إن الجمعية بحاجة ماسة إلى الدعم المالي، ولكنها لا تعيش أزمة خانقة، فالأزمة تعني دلالات مختلفة، وتوضح أن هناك توقفاً وإعاقة عمل ونقصا، لكن «نحن غير متوقفين ونشاطاتنا مستمرة». مبالغ كافية رجاء العتيبي من جهته، قال مدير فرع الجمعية في الرياض رجاء العتيبي إن «جميع نشاطاتنا رصدت لها المبالغ التي تحقق سيرها وتنفيذها، وبرامجنا مستمرة»، حسب الجدول الذي وضع لها. إلا أنه أوضح حاجة الفرع إلى الدعم من أجل التطوير. وأضاف «لدينا فعاليات متعددة هذا العام، وخاصة في فترة الإجازة»، مثل فعاليات الفن التشكيلي، والموسيقى، والسينما، والمسرح، والتصوير الفوتوغرافي. أما مدير فرع الجمعية في الدمام، عيد الناصر، فأكد أن مبلغ الميزانية المخصص لكل فرع يوزع على اللجان، وكل لجنة تخصص مبلغاً محدداً لكل نشاط بناء على أهميته، موضحاً أن الأنشطة المنفذة تندرج تحت مسميين: «منهجي»، له ميزانية مخصصة لتنفيذه، و»لا منهجي» ليس له ميزانية، لكن الفرع ينفذه بجهود ذاتية، عبر جهود الشباب، والاعتماد على المبالغ المتواضعة التي توفرها بعض الدورات التي تقام في الجمعية، أو أي دعم آخر. وأكد أن التصنيف ليس له علاقة بنوعية ومستوى النشاط المنفذ، وقال «لكن، بشكل عام، يمكن القول إننا ملتزمون بمصاريفنا بما خصص لأنشطة الفرع». وأوضح أن المبلغ المخصص لكل نشاط يلعب دوراً في نوعية البرامج المقدمة، فعلى سبيل المثال «إذا كانت لدينا ندوة، فاستضافة شخصية ثقافية أو فنية معروفة تحتاج إلى مكافأة مالية مرتفعة، وبعض المصاريف الإضافية إذا كان الضيف من خارج المنطقة، وكذلك مصاريف ومكافأة مقدم الأمسية». ومثال آخر يخص المسرح «إخراج المسرحية يعتمد على المبلغ المرصود، ملابس الممثلين، ومصاريف الديكور، والموسيقى المؤلفة خصيصاً للعمل، وكلها تلعب دوراً مهماً في نوعية العمل المقدم، وفي كثير من الحالات تكون التكلفة المعتمدة كحالة وسط، أو أقل من الوسط». دمج الميزانية عيد الناصر وأشار الناصر إلى بعض الفعاليات التي يتم دمج ميزانيتها لدعم فعالية أكبر، مضيفاً أنه كان «لدينا ميزانية مخصصة لمسرحية للكبار، وبسبب الميزانية المحدودة للمهرجان (نظمته الجمعية)، قمنا بتحويل الميزانية المخصصة للمسرحية إلى ميزانية المهرجان، وهذا يعني أننا لن نستطيع تنفيذ المسرحية المخصصة للكبار هذا العام». وقال «كل ما أعرفه أن ميزانية الأنشطة هذا العام ارتفعت بمعدل 60% من ميزانية العام الماضي، ولكن ميزانية الأنشطة هي مجرد بند واحد فقط في ميزانية الجمعية». وأكد أن المبالغ المخصصة للفرع تذهب كلها لتنفيذ الأنشطة حسب الخطة الموافق عليها في بداية العام من قبل مجلس الإدارة في الرياض، مفيداً أن الجمعية تصلها إعانة سنوية محدودة من شركة «أرامكو» تستخدم في دعم البرامج التي ليس لها ميزانية. وحول الوضع المالي الحالي، أوضح «نحن لا نضيف جديداً حين نقول إن البنية التحتية الحالية هي أقل من متواضعة، ولهذا فالخطوة الأولى هي إيجاد البنية التحتية اللائقة لأن تكون واجهة للوطن وهي تستقبل الضيوف»، منتقداً رجال المال والأعمال لابتعادهم عن تقديم أي دعم مادي، أو معنوي، لأي نشاط فني، أو ثقافي. تصور واعتماد عبدالله التعزي من جانبه، أوضح مدير فرع الجمعية في جدة، المهندس عبدالله التعزي، أنه ليس هناك أثر لأزمة مالية على فعاليات الفرع، مشيراً إلى أن نظام الجمعية في توزيع الميزانية يبدأ قبل نهاية السنة الهجرية، بحيث يرفع كل فرع تصوره عن نشاطات كل لجنة، ويشرح بالتفصيل فكرة النشاط، ويضع تصوراً مالياً للتكلفة المتوقعة للصرف على هذا النشاط وإخراجه إلى الواقع. وقال: تم اعتماد المخصصات المالية لمعظم النشاطات التي حددها فرع جدة، ويتم الآن الصرف حسب النشاطات المجدولة. وأشار التعزي إلى أن فرع جدة يحظى بدعم خاص ومراعاة لعملية النقل إلى المقر الجديد، وتجهيزه بما يتناسب، واحتياجات الفعاليات. وقال إنه يحاول إعادة تأهيل مبناه في المرحلة الحالية، لذا فهو يوجه إيراداته إلى هذا المجال، وكذلك إلى تعديل المسرح، وإضافة كواليس وأنظمة صوت متطورة، وعمل صالة عرض للفنون الجميلة والصور الفوتوغرافية، وتأهيل بعض المرافق بما يتناسب وعمل فصول لإقامة الدورات التعليمية للرسوم والتصوير وبقية الدورات المسرحية الأخرى. كما أنه يوجه إيراداته إلى الأنشطة المجدولة لهذه السنة، وكذلك المصروفات التشغيلية التي تأخذ أموالاً أقل. البنية التحتية خضير الشريهي وقال مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل، خضير الشريهي، إن الجمعية وفروعها لا تعاني في الوقت الحالي من عجز في الميزانيات بقدر ما تعاني من مشكلة في جاهزية البنى التحتية، ففرع جمعية حائل المؤسس قبل عشرين عاماً، وظل طوال السنوات الماضية عاجزاً عن توفير المتطلبات الأساسية لتنفيذ أنشطته، ومع ذلك لم تتوقف الأنشطة رغم ضعف المخصصات المالية، وكانت تنفذ بالحد الأدنى المطلوب لتلك الأنشطة، ولن تقوم فروع جمعية الثقافة والفنون بدورها وتكون فعالة دون توفير تلك المتطلبات، وأرى أن البداية الحقيقة للعمل الثقافي الحقيقي لن يتم إلا بعد أن تتعافى الفروع من النقص في التجهيزات التي تتطلبها أنشطتها. وأضاف الشريهي: خلال الشهور الماضية التي توليت فيها إدارة فرع حائل، تتبعت المصروفات التي كانت تصرف على تجهيزات يفترض أن تمتلكها الجمعية منذ تأسيسها، وخرجت بأرقام مهولة صرفت من ميزانيات الأنشطة لتوفيرها، فمثلاً استئجار نظام الصوت يتكرر مع كل نشاط في المسرح والأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية، رغم أن توفيره لا يتطلب إلا مبلغاً يسيراً، واجتزاء جزء من ميزانية الأنشطة حتماً أثر على تنفيذها بالصورة المثلى. وأكد الشريهي أن الجمعية قادرة على أن تقود المشهد الثقافي، وتتفوق، فهي موجهة للمجتمع بكل أطيافه، وعلى اختلاف ميوله وتوجهاته. وما تقدمه سيسهم في تحقيق الأهداف التي أنشأت الجمعية وفروعها من أجلها، وهذا لا يعني أنها لم تحقق شيئاً، بل حققت معجزات خلال السنوات الماضية مع ضعف إمكانياتها، واستطاعت تبني وإبراز عدد من المواهب، وتقديمها للساحة الثقافية، وسيظل صراع الرغبة في تنفيذ الأنشطة بميزانية متدنية قائماً إلى أن يعالج الوضع. وأضاف أن الفروع شهدت خلال هذا العام ارتفاعاً في مخصصاتها المالية، والسعي مازال قائماً لتوفير المتطلبات الأساسية، وحقق فرع حائل هذا العام كثيراً من متطلباته، ونخطط لانطلاقة قوية مع توفير التجهيزات التي تتطلبها الأنشطة، وأن نتخطى العوائق التي أسهمت بشكل كبير في الحد من فاعلية الأنشطة خلال السنوات الماضية.