«لا تقتصر المقاومة على حمل السلاح، إنما تتسم بالشمولية بدءًا من رفض فرض الأسماء الفارسية على أطفال الأحواز، ومروراً بمقاطعة الاقتصاد الإيراني وطرد المستوطنين الفرس، وصولاً إلى الكفاح المسلح»، بهذه الكلمات استهل «حبيب جبر الكعبي»، رئيس «المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز» حديثه عن سُبل المقاومة الأحوازية، مؤكداً على «أهميّة توفير البيئة الشعبية الملائمة لإيواء المقاومة»، خاصة وأن الأحواز تُعد أرضاً منبسطة ويصعب الاختباء فيها. وتعيش الأحواز المحتلة الآن الذكرى السابعة لاندلاع مقاومتها الوطنية، استمراراً لأولى أعمال المقاومة التي فجّرها جنود الشيخ «خزعل الكعبي» آخر أمراء الأحواز في حزيران عام 1925، وتلتها سلسلة من الانتفاضات الشعبية والاحتجاجات الجماهيرية تؤكد تعبير الشعب العربي الأحوازي عن رفضه المادي والفعلي للاحتلال الأجنبي الإيراني للأحواز. وبعد «انتفاضة الإرداة» الأحوازية بتاريخ 15/04/2005،وفي 12 من حزيران لنفس العام، انطلقت سلسلة عمليات فريدة من نوعها، نفّذتها «كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر»، الجناح العسكري «لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، فاستهدفت المنشآت والمراكز التابعة للاحتلال الإيراني، ويؤكد «الكعبي» أن هذه العمليات «أجبرت الدولة الفارسية ولأول مرّة على الاعتراف بالمقاومة الوطنية الأحوازية». وفي حين تصف إيران المقاومة الأحوازية بالإرهاب، يرى الأحوازيون أنها حقٌ مشروع لكل الدول الواقعة تحت الاحتلال، وتكفلها كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية باعتبارها دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الأحوازي المستباحة إيرانياً. ويرى «أحمد مولى المذحجي» رئيس المكتب السياسي «لحركة النضال»، أن «أعمال القمع والإبادة والقتل والتنكيل والتهجير والتشريد التي يمارسها العدو الإيراني ضد الشعب العربي الأحوازي هو الإرهاب بعينه»، مؤكداً «مشروعية المقاومة الوطنية التي رسّخت مفاهيم وطنية عمل الاحتلال الفارسي على تذويبها لأكثر من ثمانين سنة».