سرني الاطلاع على ما أفضى به سعادة عضو مجلس الشورى المفكر السعودي الأستاذ إبراهيم البليهي عن أهمية الرفع من فاعلية مجلس الشورى في خدمة الوطن والمجتمع ، وذلك في عدد الخميس ، السابع من يونيو 2012 وكذلك ما جاء في التقرير المعد عن مجلس الشورى من قبل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذي أشار إليه سعادته في حديثه ، وحيث إني أتفق مع ما جاء على لسان الأستاذ البليهي ، وكذلك مع الجزئية التي وردت من نص التقرير المذكور عن ضعف الدور الرقابي للمجلس ومحدودية صلاحياته ، فإنه يسرني أن أضيف المداخلة التالية إلى ما اقترحته الجمعية حول «تقييم أداء المجلس» . أولاً، أنه من الأهمية بمكان – وفي ضوء أن مجلس الشورى الحالي سوف يعاد تشكيله في مطلع العام القادم – أرى أن يتم تقييم أداء المجلس والتعرف على مواقف ووجهات نظر الرأي العام السعودي بشرائحه المختلفة عن دور المجلس ، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي العام للمواطن بدور المجلس والمهام المناطة بأعضائه ، والتوصل من خلال التقييم إلى نتائج وتوصيات لواقع المجلس الحالي ، والرفع بها لرئيس مجلس الوزراء الذي يعود له تنفيذيّ المجلس رسميا ومباشرة في أداء مهامهم . ونرى أنه لتكون الدراسة أكثر واقعية ومثمرة ، فلابد من أن تشمل ثلاثة استطلاعات رأي ، لثلاث عينات مختلفة ، أحدهما تمثل عينة وطنية عامة ، والثانية تمثل عينة لقادة الرأي ، والثالثة عينة من أعضاء المجلس وإدارته التنفيذية ومستشاريه ومنسوبيه ، على أن تنظر استطلاعات الدراسة المقترحة في: مدى معرفة المواطن السعودي بدور المجلس ، والمواقف العامة للمواطنين تجاه مجلس الشورى ، وكيف يقيم المواطن أداء المجلس التشريعي ، ومستوى وطبيعة التواصل والتفاعل بين المواطنين وأعضاء المجلس ، ومواقف المجلس من القضايا ذات الاهتمام الأكبر لدى المواطن السعودي . أما شرائح ومكونات المجتمع السعودي التي ينبغي أن تشارك في عينة استطلاعات الرأي الثلاثة فهم رجال وسيدات الدولة والشخصيات العامة والكتاب والصحفيون، وأساتذة الجامعات وطلابها ، وقيادات الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمهنية ، ورجال الفكر والسياسة والمال والأعمال والاقتصاد والقانون ، والمهنيون ، وقادة الرأي بصفة عامة .ويقترح أن تركز الدراسة في تقييمها على القضايا التي تتصدر اهتمام المواطن السعودي مثل سياسة الدولة الاقتصادية في مجالات كالصحة والتعليم والبطالة ، ومحاربة الفساد ، وسياسة الإنفاق العام ، ودور المرأة ، والسياسة الخارجية وغيرها من القضايا التي تمثل أولويات للمواطن والمجتمع . وسوف تعرفنا نتائج الدراسة واستطلاعات الرأي الخاصة بها على أمور من أهمها «مدى رضا عينة من قادة الرأي والمواطنين السعوديين « عن قيام المجلس بمهامه التشريعية ، ومدى تواصل وتعامل المجلس مع المواطنين ، وكيفية تعامله مع مجموعة من القضايا ذات الأهمية في المجتمع السعودي» .ونذكِّر أن مجلس الشورى الموقر هو الجهة الرسمية المناط بها مناقشة أداء مؤسساتنا الحكومية كل عام ، وأنه من بين ما اتخذه المجلس من قرارات ذات صلة بموضوع تقييم أداء المؤسسات الحكومية في عام 2012 هو: موافقته على معايير لقياس أداء الخدمات الصحية، موافقته على نظام للمجالس البلدية يمكن الأعضاء من تقييم أداء البلديات ، مطالبته بتكليف جهة محايدة لتفعيل أداء بنك التسليف ، مطالبته بتقييم أداء هيئة الاستثمار. ونرى أنه من المناسب أن يأتي المجلس ب «جهة محايدة « كما اقترح أن يتم في شأن بنك التسليف ، لتضع هذه الجهة المحايدة الآسس والمعايير المناسبة لتقييم أداء المجلس ، وتقوم بعملية تقييم الأداء بمنهج شبيه بالمقترح أعلاه ، ليتمكن المجلس من الارتقاء بخدماته وانجازاته إلى المستوى الذي يمكنه من تلبية آمال المواطن والمجتمع السعودي وطموحات قيادته ، والله من وراء القصد . إبراهيم المطرف