• زوجتي شخصيتها نرجسية، رغم أن لها صفات ممتازة، جميلة، ومثابرة، وواثقة من نفسها، وذات مسؤولية، إلا أنها عنيدة، وسريعة الاستثارة، وحساسة، ومتشائمة؛ مما تسبَّب لي في مشكلات كبيرة، علماً بأن شخصيتها من النوع النمطي المعين، وأنا على عكس ذلك تماماً؛ فأنا إنسان مرهف، عاطفي، هي عاشت طفولة انعزالية، وليس لها إخوة ذكور، بل كلهن إناث، فكيف أتعامل معها. - أخي الكريم، استشف أنك حديث عهد بالزواج، وقد تكون تربيتك مع أهلك وإخوتك وأخواتك أثَّرت عليك في نظرتك للنساء، وجعلت المشكلة تتركز في زوجتك؛ في أنها متسلطة وعنيدة وحساسة، وتريد اتخاذ القرارات وقيادة البيت، وغيرها من السمات المتوقعة من النساء في بداية الزواج، أنت قد لا تكون أسهمت في دلالها في أول الزواج، فكانت ردتها عكسية عليك، كذلك وصفك لشخصيتك قد يكون دفعها لاتخاذ القرارات، فهي، كما تقول، واثقة من نفسها ومثابرة، وبها صفات جميلة، فأنت ركزت على قضية تمس شخصيتها، وجعلتها مشكلة في حياتك الزوجية. في تصوري، المشكلة بسيطة جداً، فحداثة عهدك بالزواج جعلت تفكيرك يرمي باللوم على صفات الزوجة، بل على العكس تماماً، فصفاتك قد تكون دعت زوجتك لأخذ هذا الدور، فأنت هادئ، عاطفي، ودود، تميل للابتكار والإبداع، وهي كلها صفات لا نقلل منها، إلا أن مسؤولية الزوج، وواجباته أهم من هذه الصفات، فوصفك للنرجسية قد لا يكون دقيقاً في حق زوجتك، ولا يعني عدم توافقها مع ما تريد أنه عيب فيها، لا تكن قاسياً وانظر للكوب المملوء، ولا تنظر للجزء الفارغ، كل نساء الدنيا لو خيّرن بين قيادة أسرهن أو أزواجهن لاخترن الأولى، أنشئ مكتبة صغيرة، اجمع فيها كتيبات صغيرة عن الحياة الزوجية، اقرأ في سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وتعامله مع زوجاته، اجمع كتباً عن الطفولة والآمال والأحلام، لا تكن رومانسياً مغلقاً، ولا تكن جافياً مبعداً، خذ الأمور من الوسط، فمشكلتكم لا تحتاج إلا بداية حقيقية منك، انظر للأمام، ولا تندم على قرارك، فأنت في أول الطريق .