بدأت العطلة الدراسية وبدأت معها جحافل الشباب الذي يريد أن يضيع أوقات فراغه في التسكع في الشوارع والأسواق والمولات، وإذا كان يمتلك سيارة فهناك هواية التفحيط والترقيص بسرعة جنونية ذات اليمين والشمال لإخافة الآخرين من قائدي السيارات لتوسيع الطريق له حتى لا يتسبب لهم في حادث قد تكون نهايته كارثية. إن وقت الفراغ الذي يعقب بداية العطل الدراسية يحتاج إلى دراسة مكثفة توجد حلا لهؤلاء الطلبة الذين يشكون وقت فراغ طويل خلال يومهم، فإما يخصصونه للنوم أو التسكع في الشوارع والمولات خاصة من يمتلكون السيارات التي إما يفحطون بها أو يقودونها بسرعة جنونية على كورنيش جدة ويعاكسون بها المتنزهين الذين يهربون من منازلهم الضيقة وشققهم الأضيق بحثا عن نزهة قصيرة مع بقية أسرهم. إن وقت الفراغ الذي يعيشه الطلبة خلال عطلة الصيف سيكون وبالا على الطلبة أنفسهم وعلى المجتمع الذي لازال عاجزا عن إيجاد وسائل أخرى يقضي الشباب وقت فراغهم فيها وإن كانت الأندية الرياضية لا تكفي لمن لم تكن له هواية كروية. إن دور رعاية الشباب في هذا الأمر كبير جدا ودور الأسرة أكبر وأيضا التربية والتعليم التي يظن أن دورها يتوقف على إعطاء الشاب شهادته الدراسية وقفل أبواب المدارس. إنني شخصيا سافرت إلى بلدان عديدة خلال عطلة المدارس الصيفية ولم أجد هناك ظاهرة اسمها التفحيط ولا ظاهرة المعاكسات ولا ظاهرة السهر ليلا والنوم نهارا بل وجدت هناك النوادي المختلفة التي تدفع الشباب إلى قضاء وقت فراغه في هواية محببة عنده بعيدا عما يحدث عندنا من وقت فراغ طويل يحار الشباب أين يقضيه؟ وعندها يضع رأسه مع الرؤوس إما في التفحيط أو المعاكسات وهذا الذي يتم في كل عطلة دراسية.