الحياة في مجملها هي التي تؤثر فينا وتوجد بنا تلك العقد التي قد تسبر أغوارنا وتجرنا لتهلك الحرث والنسل، وفي التناقض بين الواجب والواقع درب يقودنا إلى الهلاك، والحظ الأوفر اليوم لمن يتمتع بسعة الصدر، سأحدثكم عن القارئ اليوم وهو رقم (22) حيث تستحث الأسرة القراءة (الرقية) التي لا نختلف على أنها من صميم عقيدة الإسلام وبها تطرد العين والحسد ويفك السحر برحمة الله ورضاه. بالأمس حين ظهر الفيديو الخاص بصاحبة المناكير، كان تذمري من موقفها السلبي والمستفز للشيخ بالهيئة وركلي للفكرة من الأصل، وقد وجدت نفسي اليوم بنفس الموقف، لذلك لن أستبق الحدث مرة آخرى. والحمد لله أنه لم توضع لائحة كرتونية يكتب عليها حين الدخول على القراء والمشايخ (ممنوع اصطحاب الجوالات بكاميرا) وقد أوزعت لي نفسي الأمارة بالسوء أن أصور ما أرى وما يحدث، ولكونهم رأوا علاجي بالرقية، فقد قرروا الذهاب بي إليه ، حيث دخلنا، وإذا بزوجة المطوع (القارئ) ترمقنا بعين بها احتقار وحركت أصبعها وهي تقول: (أول مرة تجون؟) فدحرجت الكلام لها بهدوء: نعم! شعرت بحرب مقبلة و(شيء ما) يستفزني، استهلت حديثها: أين القفازات؟ العباية ليه مو على الرأس؟ كنت شبه محاربة قبل دقائق من الحدث، جندت كل شيء بحرف الكلم بعد حديثها، ولثمني الصمت من باب الحجة التي ستقع علي، مارست لعبتي الدائمة (تحت مظلة الاستغباء) من باب الترويح عن النفس وتخفيف وطأة الوقع بنفسي، الإشكالية حين قذفت علي بعباءة وقالت: عباءتك .. الآن البسيها! كيف ألبس عباءة لا أدري لمن تكون؟ ومن لبسها؟ وما بها من طهارة أو قذارة؟ وتمارس تلك المرأة أفعالها المثيرة لنا بعزلنا كوننا برأيها غير محتشمات، السؤال الذي غزا فكري لحظتها، وأعذرني مجتمعي على ذلك: هل سيفتن الشيخ بأصبع يدي، بكفي؟ حين يتمكن الإيمان من قلب شخص، أليس يزهد في الدنيا وما فيها، وبصراحة بيته كان عبارة عن قصر، وأنا ما ألوم زوجته من الخوف، ومن طمع إحداهن ببتر حبل العنوسة من على خاصرتها من باب أنها مريضة وراح يفعل بها خيراً! نعود للمحطة الأهم وهي أن فعل الخير حين يتم تقديمه بطريقة لبقة، لأنه كوني مريضة وحضرت لكم، فأنتم تتقربون لله بفعلكم، ومن باب التطوع، كما أن الدكان الذي به الماء والملح والفازلين …الخ، جعل من محلات العطارة تستخف بعقول المجتمع وتستهين بمن يشتري يرتجي الشفاء بأي وسيلة! ومحطات اليأس يقطعها هؤلاء بفعل ليس بطريقة صحيحة! فلا تقدم الخير باليمين وتطعنه باليسار! وبرأي النساء في مجتمعي أنّ أمراضهن ليست متعلقة بالسحر والعين، إشكالية مجتمعي في تهميش المرأة لدورها وخذلانها في كل مراحلها منذ نعومة أظفارها فهي لم تجد الأب الحاضن والأخ العاضد والزوج الصالح الراعي لها، بل تكفلوا لها برعايتها رعاية كاملة تعجيزية! مما أفقدها صيرورتها المتعددة لكل الوجوه التي يجب أن تقوم بها من دور فعال، مما عطل كل الحواس لديها وقلل إدراكها لما يتوجب عليها من عمل، مما أجهلها كيفية التأقلم مع واقع يريد، ورجل يكف يدها! وكل التداعيات التي تحصل نعالجها بمطوع من جهة، وزوجته من جهة أخرى تصرخ وتتذمر من حضور النساء لمنزلها لكونه فاتح الذراع لكل من أقفرت دروبها للحياة. لم أكن يوماً ضد أو مع الرقية الشرعية كمبدأ، لكن ما يحدث بين أروقة المدن مثير للشفقة، لن أخلع عباءتي قلت لها، وخرجت لاطمةً الباب، لها ولفكرها المحجوب، كما المواقع العنكبوتية. ولن ألبس قفازاً لكي أتزلف لشيخ يقيدني بمعيار محدد لفعل خير يقوم به، فقد نزع فتيل عمله الصالح بوابل من سيئات! حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». ألسنا ضيوف عنده؟!