يوم الثلاثاء بتاريخ 6/8/1430ه سمعت صوت طرقات قوية على باب غرفتي ففتحته فإذا بأخي يحملق بي، وبعد صمت لعدة ثوان قال: البسي عباءتك فأبي أصيب بنزيف في المخ وهو يرقد في المستشفى الآن ومن هول الفاجعة أصبت بالذهول حتى استوعبت الفكرة بعد أن رأيت أبي يرقد على السرير الأبيض دون حراك. هكذا فجأة .. كان دخوله للمستشفى فجأة دون سابق إنذار وفي حاله طوارئ في أحد المستشفيات الحكومية. كان الاهتمام بأبي يفوق الخيال فالكادر الطبي جميعهم أتوا على الرغم من أنها بعد الساعة الرابعة عصرا أي بعد انتهاء عملهم، في العيادات الخارجية عملوا لأبي كل ما يلزم كانوا متخصصين ولم يتركوا أبي يرقد تحت الملاحظة وكانوا يطلبون منا الدعاء له بالشفاء حتى يعودوا في صباح الغد ليحل مكانهم الطبيب العام ويتصل بهم إذا استدعى الأمر والذين أتمنى أن لا ينسوا بأنه قد أبلغ في ذمك من مدحك فيما ليس فيك كما نسوا شرف المهنة. هذا الاهتمام الزائد بأبي جعلنا نطلب إخلاء طبيا لأكبر المستشفيات المتخصصة حيث الرعاية الصحية ممتازة وحيث نأمن على حالة أبي هناك والذي تحسنت صحته ففي كل مره كنت أزور فيها أبي لم أره يرقد لوحده، بل كان يلازمه ممرض يتابع نبضات القلب وسرعة التنفس ويساعد أبي إذا لزم الأمر .. اندهشت كثيرا أدركت تناقض الصورتين حين كان أبي يرقد في أحد المستشفيات الحكومية كانت الصورة أقرب ما تكون إلى مستشفى في الدول النامية أو مستشفى في القرن العشرين وليست صورة مستشفى في الألفية الثانية وفي عهد الملك عبد الله والذي عني بالصحة والتعليم وخصص لهما الجزء الأكبر من موازنة الدولة. قبل أيام احتفلت المملكة بيومها الوطني وقال أحد موظفي الطوارئ أقسمت بالله أنا وزملائي لو أتت إصابة في ذلك اليوم ناتجة عن الاحتفال فسوف نهمل الحالة!! همسة: في أذن الطبيب كن أنت التغير الذي تريد أن تراه في هذا العالم. وفي أذن وزارة الصحة النجاح يصيب من يحاول ويستمر في المحاولة بطريقة تفكير إيجابية فنحن نتاج ما نفعله بتكرار .. الجودة. إذن ليست عملا بل عادة وهذا سر نجاح المستشفيات المتخصصة .. فليس كل أفراد المجتمع يستطيعون دفع تكاليف العلاج في المستشفيات المتخصصة.