أن يعبث الرجل بأنفه في سيارته كأنه في حمام بيتهم دون مراعاة مشاعر السيارات الأخرى هو مؤشر لتدني الذوق العام، بعض الرجال يعبث بأنفه أفضل من أن يعبث في مكان آخر! وتسأل نفسك لماذا يصر بعضهم على تعذيب أنوفهم بهذه الطريقة البدائية دون اللجوء لمنظف الأنف العصري مناديل النشاف التي يحرمونها على سائقيهم الذين يبصقون أمام السيارات الأخرى بمجرد فتح باب السيارة وإلقاء بصاق من النوع الثقيل الذي يجعلك تتمنى أنك لم تخرج من دارك. يظل العبث بالأنف مصدر تفريغ لبعض الرجال من الضغوط الحياتية وهو أفضل من العبث بالشارب لأن العبث بالشارب يؤدي إلى غياب أجزاء منه فيظهر الشنب كأنه قطعة ثيل نسيت البلدية سقايته بالماء منذ زمن وأحياناً يتحول العبث بالأنف إلى عادة قبيحة لدى بعضهم يصعب التخلص منها مما يجعلهم يعبثون بأنوفهم حتى في المجالس. وما الحل في ظاهرة العبث بالأنوف هذه؟ هل نعلق أمام إشارات المرور لوحات تحمل مثلا «عزيزي السائق ارحم خشمك»! كم من خشم تمدد ومال بسب هذا العبث اللامسؤول؟! الغريب أن هذه العادة القبيحة لا تطال بنات حواء ولا أدري لماذا؟ هل بسبب ارتفاع الذوق الفطري لدى المرأة قياساً بالرجل؟ ربما ولكن هذا سيعفينا من حملات التوعية النسائية فتقتصر على الرجال فقط ونقوم بحملات في مدارس الأولاد لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ونعلم الأطفال ثقافة «ارحم خشمك». هل نطالب بغرامات على العابثين بخشومهم أمام الإشارات؟! عفواً فأنت لست في سنغافورة، ويضاف هذا الطلب لقائمة المطالب الترفيهية خصوصاً أنك تتحدث عن مرور تسمع عنه ولا تراه أحياناً.