1 من يستطيع اليوم أن يقرر مصيرا أو يوضح شكلا أو يحدد قيمة ومستوى أي مرحلة إبداعية في أي مكان من العالم؟ والحديث عن نوعية التجارب الشعرية أو السردية أو سواهما من صنوف الأدب والإبداع، من حيث تحديد جودة ما يقدمه هذا الجيل عن سواه؟! التحديد العام وليس الفردي. عبر الأحكام العامة، التي يخرج بها بعض النقاد أو الصحفيين أو حتى الكتاب أنفسهم، لوضع تقييم حاد وغير موضوعي أحياناً كثيرة حول (ما يكتب الشباب اليوم مثلاً). هو باعتقادي مجرد جهل خالص يعتمد على العشوائية وعدم المسؤولية وعلى القطعيات التي يمكن وصفها بالمستحيلة في عوالم الكتابة، العوالم المتغيرة دوماً ما بين الآن وغداً ويستحيل حينها وصف أجيالنا اليوم بالضعيفة والهشة وغير القادرة على منافسة الأجيال التي سبقتهم والعكس. 2 باعتقادي أن المبدع المذهل الأرغواياني إدوارد غاليانو الذي أبهر العالم بحكاياته الإبداعية المكثفة عبر عدد من مؤلفاته المعروفة، قادر تماما عبرها على أن يسمم روح من يقرأه وخصوصا من الكُتاب. الكُتاب أكثر من عموم القراء غير المشتغلين بالكتابة. حيث إن المقطوعات القصيرة التي يمكن قرأتها معه هي منبع مدهش للأفكار والرؤى والعوالم المضغوطة والقادرة على الانفجار بحيواتها اللانهائية دون توقف. من موقع الموسوعة الحرة، سيرة هذا المبدع تقول: اسمه إدواردو غاليانو هيوز (من مواليد 3 سبتمبر 1940) يعرف نفسه قائلاً «أنا كاتب هاجس التذكر»، من كتبه: أيام وليالي الحب والحرب (1978)، سفر التكوين (ثلاثية ذاكرة النار، الجزء 1 (1982)، وجوه وأقنعة (ثلاثية ذاكرة النار، الجزء 2 (1984)، قرن من الريح (ثلاثية ذاكرة النار، الجزء الثالث (1986)، رأسا على عقب (2000)، أصوات من الوقت (2004) ومن مقالاته: فتح شرايين أمريكا اللاتينية (1971)، كرة القدم في الشمس والظل (1995). طوال تجربته الكتابية المذهلة سعى بشكل غير مباشر لتوريط القراء في لعنة الفكرة التي تعني حياتك وهي ليست لك! Retweet: «وكنا ننزع أنفسنا من الريح بأظافرنا» (خوان رولفو).